أمامي ورقة أحد الزملاء بتوقيع مستشفى الشريف التخصصي، وهي عبارة عن تكلفة علاج ابنه الوحيد «ر» الذي يحتاج لعملية جراحية تكلفتها «2400» جنيه فقط.. لم أجد سبيلاً سوى نشرها.. ومن ثم انتظار فاعل خير ندس له رقم الزميل المنكوب..!! النص: دفعوا تبرعاتهم باليمين للحكومة وطاردتهم المحلية بعد أن قبضت منهم ب«الشمال»..! هم مجموعة من الشباب الخريجين زاروني ب«الأهرام اليوم» فلم أجد مكاناً يتسع لهم سوى «الجامع»، الذي ضاق بغضبتهم.. أي أن عددهم يشكل نواة ل«مظاهرة» ضد الظلم الذي تمارسه عليهم المحلية بمنتهى القسوة.. أما قضيتهم فتتلخص في أنهم مواطنون سودانيون يمارسون العمل الشريف على امتداد شارع «41» بالخرطوم، وبكامل شروط الخدمة «ومشارطها» التحتية...! تتنوع أعمالهم ما بين الكافتريات والمقاهي والمطاعم السياحية التي دفعوا من أجلها كل نفيس، فقد طالبتهم سلطات المعتمد من قبل بتحسين المحلات بإضافة مواصفات معينة، واستجابوا جميعاً لجملة من الموجهات التي حملها قرار بالرقم «5»..! ولكنهم فوجئوا مرة أخرى بعودة التحذيرات ومطالبتهم بإغلاق محلاتهم فوراً..! بالمناسبة: لمدير المحلية غرامٌ متناهٍ بكلمة «فوراً» كأنها مفردة اكتشفت صباح اليوم مع حقل بترول..!!! تم كل ذلك بأسلوب غامض لا تدري معه إجابة على سؤال «لماذا...؟»..! قبل حوالي شهرين، زرت محلات هؤلاء الشباب الكائنة في ذات الشارع العام، وقمت بتصويرها من الداخل والخارج.. كان المعتمد وقتئذٍ تم تعيينه حديثاً.. وقبل أن يجلس في كرسيه بدأ حملته على شارع «41».. فطفقت أبحث عن الأسباب خصوصاً وأنها محلات محترمة ومؤسسة حسب طلب السلطات..!! هل هو طمع في زيادة، أم أن ثمة مستثمرين أجانب سيحتلون طول الشارع الذي تعيش من خشاشه آلاف الأفواه؟!! حينما توسلوا ووصلوا لسعادته قال لهم بالحرف الواحد وبأسلوب الطرد والزجر: «أنا ما فاضي ليكم.. معاي مستثمرين أتراك.. أمشوا...»..!! المتظاهرون بالصحيفة، طالبوا بمقابلة الأستاذ علي عثمان محمد طه.. لأن المعتمد غير متفرغ لمعالجة قضيتهم البسيطة والظلم الذي حاق بهم.. أو أنهم مستعدون للموت «في حقهم»..!! هكذا قالوها..!! المتضررون قاموا بفتح بلاغ ضد المعتمد، وهذه قصة أخرى، مع وثائق تكشف أن الأمر لا يتعدى «عنتريةً» على الضعفاء دون سند قانوني أو أخلاقي..!! أعوذ بالله