* والأفكار عظيمة، إذا لم تنزل حيز التنفيذ! هكذا هي الحقيقة الصحيحة للكسور الحياتية المثبطة لعزيمة المفكرين والمنفذّين، ومجموعة صغيرة الكم كبيرة الكيف، صنعت بقدرة التحدي حيزاً آخر من التنفيذ الممكن رغم كل مستحيل، ومن المنطقي أن تسميها (فكرة)! * والفكرة استندت لتكون النواة التكوينية للفعل، هي إدارة عمل إعلامي وثقافي تعرّف به وعنه وله كافة الأفكار العظيمة في السودان. على مدى عام كامل احتفلت بنهاية شهور إنجازه، وبداية قادم مشروعاته بتفاؤل عامر، أول أمس بدار منتدى أبناء أم درمان، فيه أنزلت لحيز التنفيذ الكثير من الأفكار، كان لبنتها الأولى الفيلم التسجيلي (شعاع في الظلام) للمخرج الشاب (أيمن الأمير) عن قصة نجاح الشاب (مهند عثمان). والقصة رغم استمرارها المتدفق بقدرة كثيرين من أصحاب الإعاقة على التعامل بطبيعية تجاه خصوصية تميزهم بإعاقة حركية أو سمعية أو بصرية كما هي حالة (مهند)، إلا أنه كفيلم نجح في تسليط الضوء على الجانب الطبيعي واليومي والعادي لشاب طموح لا ينقصه شيء على الإطلاق! * إطلاق نشاطهم الثقافي والإعلامي والتوعوي فيه نوع من التميز الفكري النوعي، خاصة بالنظر للطرق المستخدمة في التعبير عنه عبر الأفلام القصيرة المنتجة بقدرة يسيرة من الميزانيات، كفيلم (الدلكة) إخراج (عباس الياس) الواضح من خلال اسمه روايته لواحدة من التيمات التقليدية للحياة السودانية. أو عبر التعاون الناجح والذكي مع الجهات الرسمية كشرطة الدفاع المدني في حملة السلامة المنزلية، ومنظمات المجتمع المدني، مركز التأهيل الطوعي للمرأة والطفل في حملة العصا البيضاء وغيرها. * وغير ما يمكن أن يكون التشجيع من مختلف الجهات والقطاعات المتقاطعة بالفعل مع نشاط المجموعة وبحكم جدتها إكمال عام، حيث بدأت في أبريل العام الماضي. وجديتها صناعة وعي إعلامي بالقضايا الإنسانية، فقد قرروا هم كمجموعة تكريماً لمعظم الجهات والشخصيات التي شكلّت دعماً إعلامياً لنشاطاتها من القنوات والصحف - لم تكن سوى (الأهرام اليوم ) لخطها التوعوي المطابق لفكرتهم - ووزارة الثقافة، وشخصيات (د. ياسر محمد موسى) مدير مركز التأهيل الطوعي للمرأة والطفل. والعميد شرطة (هاشم علي عبد الرحيم) مدير إعلام شرطة ولاية الخرطوم. والفنانة القديرة والمرأة النموذج (حواء جاه الرسول - الطقطاقة)، وغيرهم، مؤمنين بحسب ما قاله رئيس المجموعة (بشير النور): (إن من لم يشكر الناس لا يشكر الله). * لله درهم شباب لم توقفهم المعضلات النفسية والسياسية والاقتصادية لإخراج الأفكار العظيمة لصالح التوعية وتعريف المجتمع بالمخاطر اليومية للاستخدامات الخاطئة والسلوكيات التربوية والعادات غير الصحيحة، وهم يحفزّون الأمل لينشط في الدورة الدموية لعموم الشباب عبر رسالة تحدي الإعاقة وحملة العصا البيضاء، والتي فضحت مدى وعينا تجاه قضايا المكفوفين ومنحهم حقوقهم المنطقية للحياة. * الحياة المفعمة بالأمل لهم كمجموعة اجتمعت على فكرة، تنفيذ كل فكرة، يجعل كل من يراهم يتمنى الانضمام لهم عضواً فاعلاً لتنفيذ فكرته المجتمعية الخدمية - وهم لا يمانعون - يمنعهم حياءٌ أصيل - بحسب رأيي - من الانتشار عبر التجمعات الشبابية والوسائل الإعلامية المختلفة، لما صنعته إخفاقات المتغولين و(قوة عين) العاطلين عن الفكر والموهبة والتميز في نفوس الشباب من الإيمان بفكرة. جانبي: * تحية فاخرة الإعجاب، لدار وإداراة منتدى أبناء أم درمان، وهم ينفذون واجب حق، ممر للكراسي المتحركة، الممر المفقود في الوزارات والمؤسسات الخدمية المعنية بشكل خاص بقضايا المعاقين