يحتفل الإسرائيليون هذه الأيام بمرور أربعة وستين عاماً على إنشاء دولتهم في فلسطين، فقد تم الإعلان عنها في 14 مايو 1948م قبل يوم من انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، ويحتفلون هذه الأيام وليس في 14 مايو لأنها توافق التقويم اليهودي المختلف عن التقويمين الميلادي والهجري، فهذه السنة عندهم ليست هي سنة 2012 وفقاً للتقويم الميلادي ولا سنة 1433 حسب التقويم الهجري وإنما هي سنة 5772 بتقويمهم العبري. وقد نشأت دولة إسرائيل بقرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية، ورفض العرب ذلك القرار. وساعد كثيراً في إنشاء إسرائيل أنهم جهزوا أنفسهم وأعدوا للحرب ما استطاعوا من قوة وجاءوا إلى الأرض المقدسة من مختلف بقاع العالم متخمين بالأمل في العودة الظافرة إلى أرض الأجداد وبالإصرار أيضاً. وساعدهم أيضاً تأييد القوى العظمى الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا لإقامة دولة إسرائيل. وكان كثير من الدول العربية عند إنشاء إسرائيل عام 1948م خاضعاً للاستعمار وكانت الدول المستقلة مستقلة اسمياً، وكانت سنة 1948م عندنا في السودان هي سنة الجمعية التشريعية التي عارضتها الأحزاب الاتحادية مثل الأشقاء والاتحاديين وحزب وحدة وادي النيل والأحرار، وكان يطلق على هذه الأحزاب مجتمعة اسم الحركة الوطنية. وأيد قيام الجمعية التشريعية واشترك فيها حزب الأمة ورغم رفض الحركة الوطنية لها إلا أن البعض يرون أن الجمعية التشريعية كانت خطوة مهمة على طريق الاستقلال الذي تحقق منتصف الخمسينيات فمن داخلها طرح قرار الحكم الذاتي الذي على ضوئه أجريت الانتخابات عام 1953م وفاز بها الحزب الوطني الاتحادي. وفي الاحتفال بذكرى قيام إسرائيل ويسمونها يوم الاستقلال تحدث رئيس البرلمان - الكنيست - ريوفين ريفلين داعياً قطاعات المجتمع الإسرائيلي من يهود وعرب ودينيين وعلمانيين للعمل معاً من أجل مستقبل إسرائيل. وعندما تأسست إسرائيل كان عدد سكانها أقل من مليون وبلغ الآن أكثر من سبعة ملايين، وقد خاضت عدة حروب مع الدول العربية انتصرت فيها جميعاً ما عدا حرب أكتوبر 1973م، وأصبحت دولة نووية وصار جيشها يعد أحد أفضل وأكفأ الجيوش. ويقول جانتس رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي إن بلاده الآن هي الأقوى في الشرق الأوسط. وقد اعترف بها معظم دول العالم وكانت الدول العربية والفلسطينيون يرفضون الاعتراف بها ولكن في عام 1979م اعترفت بها كبرى الدول العربية مصر وفي عام 1994م اعترف بها الأردن وبعد أوسلو أول التسعينيات اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية التي ما زالت بعد أن أسست السلطة الوطنية الفلسطينية تسعى لإقامة الدولة المستقلة في ما تبقى من أرض فلسطين