مصرفي تقاذفته أمواج السياسة وغاصت به في بحور الحركة الإسلامية بمختلف مسمياتها التي رست على اسم المؤتمر الوطني وتدرج في العمل التنظيمي ووصل إلى مراتب عليا فيها، وعمل مديراً لقسم الدراسات ببنك التضامن الإسلامي في ثمانينيات القرن الماضي وبعدها قيضت له الظروف الترشح في انتخابات الديمقراطية الثالثة عام 1986م للبرلمان عن دائرة الكرمك فخاض غمار السباق الانتخابي وفي مواجهته مرشح لحزب الأمة في نفس الدائرة يومها فاز عبد الرحمن أبو مدين في الانتخابات وانتهى به الحال الآن رئيساً لحزب المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق. «الأهرام اليوم» التقته برفقة مجموعة من الصحفيين متحدثاً عن قضايا الولاية. في غضون شهر سنحرّر كل شبر من أيدي المتمردين ننتظر الضوء الأخضر من المركز لإكمال ماتبقى من المشورة الشعبية * في البدء أستاذ أبو مدين ماذا عن الموقف الأمني الآن؟ وأوضاع التمرد؟ هذه مسائل عسكرية لكن لا بأس أن أدلي برأيي فيها. الحركة الشعبية في أسوأ حالاتها الآن والتمرد ينحصر فقط في بؤر صغيرة في المناطق الجنوبية من الولاية ولكنها لا تستطيع مقاومة القوات المسلحة، وبعدين مالك عقار خدمنا من حيث لا يدري بنقله قواته للمشاركة في الحرب بجنوب كردفان فخفف علينا بالتالي، ولكن ما زالت العمليات العسكرية مستمرة ونحن في مجلس التنسيق الأمني اتفقنا على عدم البوح بالخطوات أبداً ولكن في غضون شهر من الآن سنحرر كل شبر من الولاية من أيدي المتمردين. * برأيك لماذا حمل مالك عقار السلاح؟ كل واحد عنده مشاكل خاصة به تستدعيه لاتخاذ المواقف وافتكر أن مالك عقار كانت لديه مشكلة إبان عمله مخزنجي في خزان الروصيرص؛ ومعروفة للناس، وذهب بعدها ليعمل معلماً بمدارس الكرمك ومن ثم انضم للحركة الشعبية وليس لديه مبادئ ليحافظ عليها وقد تدرب في إسرائيل وأصبح عميلاً لأمريكا وهو يفتقد للإرادة وينفذ ما يطلب منه وأحكي لك أنه في نيفاشا عندما سألته ونحن نتجاذب أطراف الحديث عن المقابل الذي سيدفعه لمن يمدونه بالسلاح فلم يستطع الإجابة وتهرب من الموضوع وهو مهووس بأن يكون زعيماً للسودان كله. * أثناء فترة الحرب الأخيرة ألم تكن هناك اتصالات للوصول إلى حل يفضي إلى السلام؟ نعم كانت هناك محاولات وأنا بنفسي استقبلت وفوداً بالمطار مختلفة الاتجاهات ولكنها باءت بالفشل ولكننا لم نيأس وتمكنا من إقناع بعض من كانوا مع مالك وعادوا الآن وشكلوا حزباً جديداً يعرف بالحركة القومية للسلام والتنمية، وهناك 1500 فرد من الانقسنا انضموا لنا. * ما هو شكل العلاقة بين الحزب والجيش في ظل أوضاع الولاية الحالية؟ نحن نقدر ظروف الولاية ووضعها الاستثنائي وهذا وضع مؤقت لكن الأوضاع سوف تعود إلى طبيعتها عقب تطهير الأرض من التمرد ولكن بشكل عام علاقتنا مع الجيش سادتها روح التعاون والتشاور مع حكومة الولاية العسكرية ووصلت حد المشاورة في اختيار مديري الوزارات والمحليات وعموماً هناك تعامل بين الجانبين. * حدثنا عن وضع الحزب بالولاية الآن في ظل أصوات مناوئة لك؟ مقارنة بحال الحزب قبل عامين نجد أنه تحسن كثيراً، ففي عام 2010 مثلاً لم تكن هناك مؤسسية والحزب غير مكتمل الأمانات ولكن الآن اكتملت وانتظمت في اجتماعات دورية ومستمرة ونزلنا للقواعد وكونا حكومات الحي، ووجود المناوئين سببه أن المركز فتح الباب أمام أصحاب الأغراض ومن يعانون العطالة السياسية، وسببه أنني رفضت أي منصب تنفيذي في ظل حكومة مالك عقار الذي لا يمكن أن أكون تحته كي لا نختلف وطلبت أنه في حال اشتكى أحد مني يستدعوني لأتحدث معه. وعموماً فإن الحزب مستقر بنسبة 80% ومؤسساته تعمل بصورة جيدة رغم محاولات المتفلتين للنيل منا. * هل تعتقد أن النيل الأزرق كانت تحتاج لقانون المشورة الشعبية؟ إبان فترة التفاوض بنيفاشا رفضنا مبدأ الانضمام للجنوب لأننا نعتقد أن الأصل في السودان هو دولة الفونج لذا لم نكن نحتاج للقانون ولكن التفاوض انتهى في النهاية بإقرارها ولكن الشعب في النيل الأزرق واع وسينفذها وفقاً لمؤشر أنه الأصل في السودان. *لماذا تأخر تنفيذها إذن؟ هي آلية لقياس نسبة تنفيذ الاتفاقية ونحن بدأنا في أخذ الآراء ووصلت ل 74% ومالك عقار اشتغل على وتر التهميش وعاطفة الظلم وغياب التنمية ولم يستطع الوصول إلى نتيجة وبعد الحرب وخروجه فإننا قدرنا أنه لا يمكن للوطني إكمالها لوحده وتم تكوين حزب الحركة القومية للسلام والتنمية برئاسة سراج حامد لإكمالها سوياً وننتظر الآن الضوء الأخضر من المركز لإكمال الخطوات المتبقية لإنفاذ المشورة الشعبية. * ما الذي حدث في استاد الدمازين لدى زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان العام الفائت؟ ما حدث ببساطة هو أن عقار تحلق حوله مجموعة من الشيوعيين وسيروا الأفواج من المدن القريبة سنجة وسنار وغيرها واحتشدوا في ساحة الاستاد لإيصال رسالة بأن المشورة الشعبية غير مجزية والدليل إنه نسبة القياس التي أخذناها وسط الناس أفرزت 26% مع الكونفدرالية «الحكم الذاتي» و74% مع الفيدرالية. * ما قراءتك لمدلولات زيارة نائب الرئيس الحاج آدم للولاية في هذا التوقيت؟ دلالة قوية على السير في طريق التنمية ودحض حديث الحشرة الشعبية السابق عن التهميش وغياب التنمية الأمر الذي يزيل اللبس عن إنسان الولاية واقتناعه بعدم وجود حكومة تقدم أفضل وتبني المشروعات وتعمر غير حكومة الإنقاذ. * ما هي إستراتيجية تمايز الصفوف التي دعا إليها نائب الرئيس؟ نحن بحاجة إليها قبل المركز وأصدرنا قراراً لفصل كل المنتمين للحركة وحتى من أخطأ في الممارسة وظل موقفه «بين- بين» ثم كونا لجنة عليا للمحاسبة ومساءلة هؤلاء وبعدها عملنا ورشاً لتسجيل عضوية الوطني بالولاية ولدينا لجان ترصد وتقيم أداء أي فرد بالحزب وصنفنا الناس لمستويات ونحن نعرف من هو الملتزم جيداً ومن هو المتردد ولديه اتصالات مع غيرنا.