* قبل أن يجف مداد وصدى قرار قبول استقالة المهندس عبد الله مسار من منصب وزير الإعلام وإعفاء الأستاذة سناء حمد من كرسي وزير الدولة بذات الوزارة؛ جاء قرار تعيين الأخ غازي الصادق في منصب وزير الإعلام والدفع بالدكتور حسبو محمد عبد الله إلى وزارة السياحة.. وبين التعيين والإقالة نقول كلمة للقادم الجديد إلى وزارة الإعلام.. يدرك الأخ غازي أنه جاء إلى هذا الموقع لاعتبار وتقدير يتعلق بمشاركة حزبه في حكومة القاعدة العريضة، لا لأي سبب آخر.. علاقة الأخ غازي بالإعلام مثل علاقة سلفه.. لا تتعدى المعرفة العامة.. والقادم الجديد يعلم تمام العلم أنه لن يستطيع تغيير (مسار) عجلات وزارة الإعلام التي صارت وزارة بلا فعالية.. وبلا أدوار ووظائف حقيقية.. الوزير لا يستطيع إقالة أيّ من قيادات الأجهزة الإعلامية التي تشكل الأذرع الرئيسية للوزارة.. ولا يستطيع تقديم وتأخير ما تم تخطيطه مسبقاً.. والأخ غازي معروف عنه هدوءه الشديد وإيثاره السلامة في كل فعل وقول.. ومن رأى تجربة غيره حزم حقيبة التوقي والحذر!!.. * الوزير الجديد سيؤثر السلامة إذن.. وسيعمل جاهداً ليحافظ على حقيبته الوزارية ونصيب حزبه من كيكة المشاركة.. هذه الوزارة لم تعد ذات جدوى في زمان الفضاءات المفتوحة.. أقول هذا عن تجربة عشتها في ولاية النيل الأبيض.. لم يكن للوزارة دور حقيقي تقوم به في ظل التمويل الشحيح وغياب الرؤية الضابطة للعمل بين الإدارات المختلفة.. وبعيداً عن هذه التجربة علينا مراجعة ما تقوم به دول كثيرة من حولنا الآن.. لا دور حقيقي لوزارة الإعلام.. الدور الحقيقي تقوم به المؤسسات الإعلامية الخاصة.. ولا تتدخل الدولة في شأن الإعلام إلا بالقدر الذي يجعل رؤيتها الكلية في مأمن بالتنسيق مع القطاع الخاص.. * هذه الوزارة هانت على القائمين على أمر الحكم في بلادنا.. ومن هوانها أنها صارت من أدوات توزيع الحقائب الوزارية بعد تجريدها من وظائفها الحقيقية.. ولعل النزاع الذي أطاح بالوزير ووزيرة الدولة، كان بسبب البحث عن الدور المفقود.. الأخت سناء حمد تحركت في المساحات الشاغرة خارج وزارتها.. وما حازته من إعجاب وتقدير من كل قطاعات الشعب السوداني لم يكن بسبب موقعها كوزيرة دولة بالإعلام، وإنما بمبادراتهاالجريئة في مجالات وساحات غاب عنها أصحابها وتأخروا، فملأتها سناء بجدارة واستحقاق.. وبالصدق كله نقول إنها لم تستطع فعل شيء في مجال الإعلام لعدة أسباب، أهمها أن الوزارة نفسها بلا طعم.. ولا دور.. ولا لون.. ولا وظيفة!! * ندعو وبالصوت العالي إلى إلغاء وزارة الإعلام في السودان.. ولن يعدم الحريصون على مشاركة القوى السياسية في حكومة القاعدة العريضة (اختراع) وزارات تصلح للمناورة و(الموازنة) السياسية.. مثل وزارة السياحة التي ذهبت قبلاً إلى غازي الصادق في إطار (موازنة) مشاركة المنقسمين من حزب الأمة.. وها هي تعود هذه المرة لحسبو محمد عبد الله في إطار الحفاظ على (موازنة) مشاركة الرزيقات في الحكم بعد خروج مسار!! وللحديث صلة