بهرام عبد المنعم تواصلت عمليات اختطاف الأجانب والسودانيين في دارفور على حد سواء، إذ اقتادت مجموعة مُسلحة في ولاية شمال دارفور (السبت) الماضي (4) من السودانيين العاملين باللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة في الخرطوم عادل شريف للزميلة (الأحداث) أمس (الخميس): "إن المفقودين اقتيدوا أثناء مهمة تتصل بإجراء مسوحات للأوضاع جنوب محلية (كُتم)"، وأكد توقيفهم بواسطة قوة مُسلحة في منطقة (كوتوبرنو)، على الرغم من أن الشاحنات التي كان يستقلها منتسبو اللجنة تحمل علامات الصليب الأحمر، لافتاً إلى أنها كانت فارغة. ونوّه شريف إلى استمرار الاتصالات بقيادات الإدارة الأهلية في المنطقة وأسر المُختطفين، أملاً في الحصول على أية معلومة تشير إلى موقعهم أو الجهة التي اقتادتهم، مشيراً إلى أن الأشخاص الأربعة بينهم موظفون إضافة إلى أجانب وسائقين. وكان رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، إبراهيم قمباري، قال إن ما يتعرَّض له موظفو منظمات الإغاثة الدولية في دارفور يثير القلق، حتى بدا ظاهراً أن أيَّاً من موظفي المنظمات الدولية والأجانب في حاضرة ولاية جنوبنيالا، إذا أراد أن يشتري شيئاً من مطلوباته يتحرك معه رتل من عربات (الدفع الرباعي والكمندرات) من حاملات الجنود. إحصاءات رسمية: ظاهرة اختطاف الأجانب والسودانيين بدارفور تكررت بشكل مُرعب ومُخيف، في أعقاب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال في حق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في مارس 2009م، بتهم ارتكاب جرائم حرب في الإقليم. وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد الأجانب المُختطفين بلغ (23) أجنبياً أشهرهم (3) روس، و(2) أردنيين، وواحدة أمريكية أُفرج عنها في أغسطس 2010م و(4) من جنوب إفريقيا.. كما أفرج الخاطفون في ذات الشهر عن المُختطفة الأمريكية – عاملة إغاثة - بعد احتجاز دام لأكثر من (105) أيام. ويؤكد الخبير الأمني العميد أمن (م) حسن بيومي ل(الأهرام اليوم) أن مسألة اختطاف الأجانب في دارفور مسؤولية الخاطف والمخطوف، لكنه عاد وأكد أن المسؤولية تقع بشكل على أساسي على الأجانب لرفضهم حماية الحكومة، والإصرار على التجوال في المدن دون تأمين. وظاهرة الاختطاف في دارفور في نظر الحكومة خروج عن القانون ومُهدّد حقيقي للوجود الأجنبي في السودان. وأكدت الحكومة على لسان المتحدث الرسمي باسم الخارجية معاوية عثمان خالد – وقتها - أن قضية اختطاف الأجانب في دارفور ستحل بشكل نهائي في أعقاب تطبيق إستراتجية دارفور، لكنه عاد وقال إن الأجانب ومنسوبي المنظمات لا يلتزمون بالتوجيهات الأمنية الموضحة لهم، ويشتكون من الحماية الأمنية في ذات الوقت الشيء الذي يعرضهم للاختطاف. تضاريس المنطقة في يونيو 2010م خُطف موظفان إنسانيان ألمانيان يعملان في منظمة (تي إتش دبليو) الألمانية، على أيدي مسلحين هاجموا مقر المنظمة في مدينة نيالا بدارفور. وقال مسؤول الاتصالات في بعثة حفظ السلام المُشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد) كمال صاعقي: "إن الموظفين اختطفا في وقت متأخر من الليل من مكاتبهما في نيالا على أيدي مُسلحين يرتدون ثياباً مدنية". ويشير الخبير الأمني العميد (م) حسن بيومي إلى أن الخاطفين على علم تام بتضاريس المنطقة، مما يسهل عليهم عملية الاختطاف والاختفاء من الأجهزة الأمنية. ويقول المتحدث الرسمي باسم الخارجية – وقتها - معاوية عثمان خالد: "إن الحكومة أطلقت المُختطفين عبر الإدارات الأهلية، وأكد في ذات الوقت أن دارفور منطقة شاسعة وأن المُختطفين يتم ترحليهم إلى مناطق جبلية". وفي أبريل 2009م أكدت منظمة المُساعدة الطبية الدولية (إمي) الفرنسية غير الحكومية أن مُسلحين مجهولين خطفوا (2) من طاقمها الأجنبي بجنوب دارفور. وفي الخامس عشر من أبريل 2010م أعلن المتحدث الرسمي باسم البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (يوناميد) نور الدين مازني، عن اختطاف (4) من الجنود من جنوب إفريقيا يتبعون للبعثة، موضحاً أن الجنود ال(4) كانوا في سيارة تابعة لقوات حفظ السلام عندما تعرضوا للخطف، والجنود الأربعة - وهم رجلان وامرأتان من جنوب إفريقيا - كانوا غير مُسلحين عندما تم اختطافهم مع السيارة التي كانوا يستقلونها. وفي خواتيم أغسطس 2010م خُطف (3) روس من أفراد طاقم طائرة يعملون في شركة طيران (بدر إيرلاينز) السودانية الخاصة في مدينة نيالا. ونقلت وكالة (نوفوستي) للأنباء عن المتحدث باسم السفارة الروسية في الخرطوم (يفغيني أرغانتسيف)، تأكيده إقدام مجهولين على اختطاف (3) طيارين روس يعملون في شركة طيران محلية في جنوبإقليم دارفور. عمليات متكررة في منتصف أغسطس 2010م أعلن الأردن عن اختطاف (2) من ضباطه العاملين ضمن قوات الأممالمتحدة الخاصة بحفظ السلام في دارفور، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية وقتها عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال علي العايد، قوله: "إن اختطاف الضابطين تم عند الساعة السابعة صباحاً من قبل مجموعة مسلحة اعترضتهما لدى وجودهما في نقطة التجمع ضمن مجموعة من (4) من الضباط الأردنيين المشاركين ضمن قوات الأممالمتحدة). وعاد بيومي وقال ل(الأهرام اليوم) أمس (الخميس): "إن جنود الاتحاد الإفريقي عادة ما يهيمون على وجوههم مما يعرضهم للاختطاف من قبل الحركات المُسلحة". وكانت الموظفة الأمريكية فلافيا واجنر (35عاماً) تعمل لحساب جمعية (ساماريتانز بيرس) الخيرية الأمريكية في دارفور، وحسب التقارير الواردة، فإن الأمريكية بدت (نحيلة) لكن مبتسمة أثناء خروجها من الطائرة عقب وصولها إلى الخرطوم. وقالت منظمة (ساماريتانز بيرس) الخيرية الأميركية في تعميم صحافي: "إن فلافيا فاغنر (35 سنة) أمضت (105) أيام محتجزة، وأن زملاءها شاهدوها بخير وصحة جيدة". وقال رئيس المنظمة الخيرية فرانكلين غراهام: "نشكر الله على سلامتها واستعادتها حريتها، ونثمن المساعدة التي قدمتها الحكومة السودانية وحكومة الولاياتالمتحدة". وفاغنر التي اختطفت في الثامن عشر من مايو 2010م مع اثنين من زملائها السودانيين، ما لبث أن أفرج عنهما الخاطفون بعد ذلك بأيام وكانت أول أجنبية تحتجز لوحدها رهينة في دارفور. وكل الأجانب الذين اختطفوا في دارفور منذ مارس 2009م أُطلق سراحهم لاحقاً دون أن يلحق بهم أي أذى. وفي يوليو من ذات العام أُختطف أيضاً طيار مروحية روسي بعدما حطَّ بمروحيته في جنوب دارفور بهدف نقل أفراد مجموعة من المنطقة إلى تشاد.