{ أمطر المريخ بلا رحمة شباك منافسه النسور الأم درماني بخمسة أهداف مقابل هدف بعد أن كانت كل المؤشرات تقول إن الأحمر سيجد معاناة كبيرة في تحقيق الفوز على هذا الفريق الطموح. { وقد تحدثت مباراة المريخ أمس عن تميز هجومي لافت بفضل مثلث أديكو ساكواها وكليتشي ومن خلفهم البارع جداً في الصناعة فيصل موسى. { وسجل كليتشي هدفاً يستحق أن يدرس في أكاديميات كرة القدم بتوظيف الحل الفردي في تخطي مدافعين دفعة واحدة مع اختيار الزاوية المناسبة للتسديد قبل أن يعود ويصنع هدفاً لساكواها بعبقرية كروية مدهشة في تهيئة الكرة قبل أن تلامس الأرض. { ونافس مهاجمو المريخ أنفسهم على لقب الهداف بعد أن رفع كليتشي رصيده لتسعة أهداف وجاء ساكواها خلفه بفارق هدف ولو تخلى أديكو عن ركلة الجزاء لساكواها للحق بالأباتشي. { فرحت الجماهير كثيراً لهذا الانتصار ومن حقها أن تفرح بعد أن منحها نجومها الأمل الأخضر في أنهم راغبون بشدة في رد الصاع صاعين لمازيمبي والتحليق مع الثمانية الكبار في الأبطال. { ولكن قبل أن نسرف في الفرح ونغرق في وهم الأفضلية علينا أن نقف على سلبياتنا قبل أن نفرح بإيجابياتنا ففي غمرة الانتصارات العريضة ننسى سلبيات مؤثرة إن لم يسجل منها النسور يمكن أن يسجل منها مازيمبي بكل سهولة. { أهم السلبيات التي تستحق أن نقف عندها كثيراً الخلل الكبير في متوسط الدفاع والذي تأثر كثيراً بالاندفاع الزائد الذي يلعب به باسكال الذي أصبح من عناصر الخطورة على منطقة المريخ الخلفية بعد أن كان في السابق مصدر أمان واطمئنان. { فعلى الرغم من أن النسور لم يمتلك الجرأة الهجومية وحاول قدر الإمكان امتصاص الضغط الهجومي المتصل من جانب المريخ لكن كان بإمكان النسور أن يسجل أربعة أهداف وأن يعادل بها النتيجة لتصبح التعادل بخمسة أهداف لكل. { فالحظ وحده هو الذي جعل القائم ينوب عن أكرم مرتين في التصدي لتسديدتين من مهاجم النسور عبد الله الله جابو بعد أن راوغ في المرة الأولى أكرم ولم يفصل بينه والشباك غير الدقة في وضع الكرة في المرمى الخالي والثانية عندما راوغ باسكال داخل الست ياردات وواجه أكرم وسدد في القائم. { وفي الشوط الأول وقف باسكال يتفرج على كرة معادة لأكرم رغم أنها كانت أقرب لمهاجم النسور من الحارس ولولا فدائية أكرم لاهتزت الشباك وبعدها بدقيقتين شكلت كرة مرسلة من حارس النسور خطورة على المريخ حيث كان يمكن أن تضع المهاجم في حالة انفراد بالمرمى لولا خروج أكرم الموفق. { كل هذه الفرص المهدرة من النسور إذا سنحت لمازيمبي سيكون مستقرها الشباك في وجود لاعب بقدرات موبوتو يترجم أنصاف الفرص لأهداف لذلك على ريكاردو أن يدرس تلك السلبيات جيداً وأن يعمل على تلافيها قبل مواجهة الغربان لأن هدف وحيد من مازيمبي سيجعلنا بحاجة لأربعة أهداف حتى نتأهل. { الخلل الموجود في منطقة متوسط الدفاع واضح للعيان ولا يحتاج لاجتهاد وهناك خلل أكبر يتمثل في ضعف الأداء الدفاعي للمحاور.. فالباشا لاعب صاحب أسلوب هجومي ومجدي أمبدة لم يقم بأي مساندة دفاعية. { وطالما أن ريكاردو مصمم على الدفع بثلاثة مهاجمين فعليه أن يعتمد على الشغيل والباشا وسعيد في الوسط لمساندة الدفاع ويمكن للباشا أن يقوم بدور مزدوج في المساندة الدفاعية وصناعة اللعب ووقتها يمكن أن يكون الضغط الهجومي من مازيمبي على منطقتنا الخلفية أقل من ما كان عليه في مباراة الذهاب. متفرقات { مازيمبي بارع في التجسس ولا نستبعد أن تكون أعينه قد رصدت مباراة النسور لذلك نتوقع له أن يضع خطة مضادة لتكتيك المريخ الهجومي. { وقد توقع مدرب الغربان قبل مباراة النسور أن يعتمد المريخ على خطة هجومية وتعهد بالتعامل الدقيق مع كل السيناريوهات المتوقعة. { نتوقع أن يبني مدرب مازيمبي خطته على هجوم كاسح حتى يربك به الخطة الهجومية لريكاردو. { لم يستفد ريكاردو من تعجله في اشراك أمير كمال قبل أن يصل لمرحلة الجاهزية فتسبب في عودته مجدداً لمربع الاصابة وكرر نفس الاستعجال مع سفاري. { ابتعد سفاري لعام كامل عن الملاعب وبعد مشاركته في ثلاثة تدريبات فقط بالكرة وجد نفسه يشارك في مباراة رسمية ضد فريق يفرط في استخدام سلاح العنف. { نتمنى أن يعمل ريكاردو على تجهيز سفاري أكثر حتى يكون جاهزاً لقيادة الدفاع أمام مازيمبي لأن خبراته الطويلة مطلوبة بشدة في مثل هذه المواقف. { رغم أن أديكو لم يسجل غير هدف وحيد في مباراة النسور جاء من ركلة جزاء لكنه كان أكثر خطورة بتحركاته المزعجة وقوته البدنية التي تساعده على حماية الكرة بشكل جيد. { الأسلوب الذي يلعب به أديكو سيكون أكثر خطورة على الغربان لأن كليتشي وساكواها ورغم مهاراتهما العالية لكنهما لا يتحركان في مساحات واسعة مثلما يفعل أديكو