{ حالة تعبئة لا مثيل لها تشهدها القلعة الحمراء لموقعة الغد أمام الغربان بأم درمان، وقد كانت بروفتها الرئيسة أمس تتحدث عن سند جماهيري للمريخ سيكون الأضخم من نوعه في السنوات الأخيرة. { وبلا شك مثل هذه المواقف الجليلة لجماهير المريخ سيسجلها التاريخ بأحرف من نور، فقد ظلت هذه الجماهير على العهد بها لم يحدث وأن تخلت عن واجبها في أحلك الظروف. { ولكن قبل أن نصل ليوم الموقعة الحاسمة علينا أن نسأل أنفسنا سؤالاً منطقياً حتى لا تأتي هذه التعبئة بنتائج عكسية. { ماذا نريد من لاعبينا ونحن نساندهم بكل هذه القوة وبهذه العددية الضخمة من المشجعين الذين يسدون قرص الشمس ويهزون الأرض بتشجيعهم الداوي؟ { هل نريد رد الاعتبار والثأر من مازيمبي بالفوز عليه بأية نتيجة حتى وإن لم تكن كافية للتأهل والانتقال بشرف للكونفدرالية والقتال من أجل الحصول على لقبها، أم أننا نريد فقط بطاقة التأهل لمجموعات الأبطال ولا شيء سواها. { إذا كان الهدف الظهور بشكل مشرف ورد الاعتبار وإن زاد اللاعبون عن ذلك وحققوا التأهل فمرحباً بالفرحة الكبرى، وإن لم يتحقق لهم ذلك فقد قدموا وما استبقوا شيئاً ولا ينبغي أن نكلفهم فوق طاقتهم، هنا ستكون هذه التعبئة الجماهيرية ناجحة بنسبة 100%. { أما إن كان الطريق لاتجاه واحد وهو قهر مازيمبي وخطف بطاقة التأهل للمجموعات وأية نتيجة خلاف ذلك مرفوضة، فوقتها سينقلب هذا الاستنفار وبالاً على المريخ حال عدم تحقيق المطلوب، ودونكم ما حدث للمريخ قبل عامين حين لم ينل بلح الأبطال ولا عنب الكونفدرالية. { وقتها واجه المريخ الترجي في رادس وخسر بثلاثية بيضاء واستنفر المريخ جماهيره بصورة لم تحدث من قبل لدرجة أن المشجع المعروف (لب) أكل الدجاجة حية حتى يثير رعب الترجي وامتلأ الاستاد عن سعته لعبور الترجي. { ويومها لم يحقق اللاعبون مطلب الجماهير بالتأهل على حساب الترجي رغم اجتهادهم، وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل وهبطت تلك النتيجة بالمريخ للكونفدرالية، فكان الإحباط الكبير الذي قدم الأحمر لقمة سائغة للجيش النيجري فأحدث المفاجأة وتأهل لمجموعات الأبطال. { وكما يقولون كل شيء فات حده ينقلب إلى ضده، لذلك علينا ألا نبيع الأحلام الوردية للجماهير بخداعها بأن المريخ سيخسف الأرض بالغربان ويهزمه شر هزيمة ويقذف به للكونفدرالية بل ينبغي أن تكون جماهيرنا مهيأة لكل الاحتمالات. { لا نريد تثبيط الهمم أو تصوير مازيمبي بالمارد الذي لا يقهر بل نرى أنه من المهم عدم رفع سقف طموحات الجماهير لمستوى قد يكون الوصول إليه ليس بالأمر السهل المنال فيحدث الإحباط. { ولا يمنع هذا هدير الجماهير ولا حماس اللاعبين بل يجعل كل منظومة تقوم بالواجب على أكمل وجه، وفي النهاية إذا حدثت أية نتيجة سلبية – لا سمح الله – نستطيع امتصاص الصدمة والعودة أكثر قوة لمقبل الاستحقاقات. { فالمريخ أمام معادلة كروية بالغة التعقيد.. فليس من الصعوبة الوصول لشباك مازيمبي مرتين كما فعل في مباراة الذهاب، ولكن كيف نحقق ذلك مع قدر كبير من الالتزام الدفاعي، بحيث لا يؤثر المطلب الهجومي على الاستحقاق الدفاعي. { وقد وضح أن ريكاردو يرغب بشدة في الدفع بثلاثة مهاجمين وعلى الرغم من أن في الأمر مغامرة هجومية، لكن إشراك ثلاثة مهاجمين أفضل من إجلاس لاعب بقدرات وإمكانيات أديكو على مقاعد البدلاء. { الوضع الطبيعي في مثل هذه المباريات أن يكون أديكو الخيار الأول، ومن بعد ذلك يفاضل ريكاردو بين كليتشي وساكواها لاختيار أحدهما، حيث أن هذا الثنائي يجيد فقط الترجمة الصحيحة للفرص وبالمقابل أديكو يمنع دفاع الغربان من التقدم ويجيد المطاردة والاحتفاظ بالكرة، وكل هذه الميزات تجعله مطلوباً بشدة. متفرقات { نتمنى أن تشهد مباراة مازيمبي عودة باسكال لأيامه الزاهية وتقديم ضفر كإضافة حقيقية للدفاع، وأن يؤدي الزومة مباراة بلا أخطاء في التمرير، وأن يلعب بلة بإيجابية أكثر في الجهة اليمنى. { لو تحققت هذه الأمنية سيحقق المريخ ما يراه الكثيرون مستحيلاً لأن كل المخاوف الآن من احتمال اهتزاز الشباك الحمراء بهدف يعقد الحسابات. { لكن إذا سلمت الشباك الحمراء لن يعجز مثلث ساكواها وأديكو وكليتشي عن تسجيل هدفين. { وإذا وصلنا مرحلة الاحتكام لركلات الترجيح سيتكفل أكرم بالمهمة على أكمل وجه وسيكون التأهل للمجموعات بمشيئة الله. { نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما تأهل تسير به الركبان يشيع الغربان غير مأسوف عليها للكونفدرالية وإما وداع (بشلف).