قالوا إن المناظرة التلفزيونية التي بثتها أمس الأول الخميس قناة دريم 2 بين مرشحي الرئاسة عمرو موسى وزير خارجية مصر والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين الذي استقال منها هي أول مناظرة من نوعها في العالم العربي، وذلك صحيح تقريبا لأن الانتخابات الرئاسية الحقيقية التي تنطبق عليها المعايير الدولية لا وجود لها في هذا العالم فالحكام يصلون إلى الحكم بإحدى وسيلتين هما الوراثة والانقلاب العسكري، أما هذه المرة فسوف يأتي الرئيس بالانتخابات والمتوقع أن تتم بقدر عال من النزاهة. وكان من أشهر المناظرات التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة تلك التي أجريت عام 1960م في الولاياتالمتحدةالأمريكية بين الديمقراطي جون كندي والجمهوري ريتشارد نيكسون، وفي ذلك الوقت لم يكن التلفزيون دخل السودان بعد ويقولون إن أداء كندي في المناظرة كان أفضل من أداء نيكسون وإن ذلك كان عاملا حاسما في فوز كندي بالرئاسة التي لم يهنأ بها كثيرا فقد اغتيل في نوفمبر عام 1963م. وقبل المناظرة التلفزيونية التي تفوق فيها كندي على نيكسون كانت بعض العوامل ترجح كفة نيكسون فهو بروتستانتي وكل الرؤساء الأمريكيين منذ واشنطن بروتستانت وكندي كاثوليكي، وكان نيكسون صاحب تجربة سياسية إدارية ضخمة فقد كان لمدة ثمانية أعوام في الخمسينيات نائبا للرئيس ايزنهاور وقد أتاح له هذا المنصب أن يزور كثيرا من الدول وأن يلتقي بزعمائها وكان السودان من تلك الدول التي زارها نيكسون عام 1957م في عهد حكومة السيدين عندما كان رئيس الوزراء هو العميد عبد الله خليل وعارض الشيوعيون تلك الزيارة وهتفوا وربما أنهم كتبوا على جدران البيوت: (عد إلى بلادك يا نيكسون). ومنذ ذلك الوقت من عام 1960م أصبحت المناظرات التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا الغربية من لوازم الانتخابات الرئاسية وكانت أحدثها تلك التي أجريت الأيام الماضية في فرنسا بين الرئيس ساركوزي والاشتراكي فرنسوا هولاند الذي فاز في الانتخابات الرئاسية. ثم دخلت المناظرات التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة العالم العربي الخميس الماضي ودخلته عن طريق مصر وهو أمر له دلالته. من يكسب انتخابات الرئاسة عمرو موسى أم عبد المنعم أبو الفتوح؟ وهناك ثلاثة عشر مرشحا لكنهما حسب استطلاعات الرأي يتقدمان بقية المرشحين وهل استقالة عبد المنعم أبو الفتوح من جماعة الإخوان المسلمين حقيقية أم أنها تمثيلية يؤدي تصديقها إلى أن يصوت له كثير من غير المنتمين للإخوان المسلمين بالإضافة إلى الإخوان. ويساعد أبو الفتوح عمره 60 سنة بينما بلغ موسى الخامسة والسبعين لكنه يتفوق عليه بخبرته الدبلوماسية السياسية الإدارية التنفيذية الواسعة فقد كان وزيرا للخارجية وأمينا عاما للجامعة العربية وصحيح أن ذلك حدث في عهد مبارك الذي ثار عليه الشعب وأجبره على التنحي لكنه كان وزيرا محبوبا خلت صحيفته من الفساد. ويرى البعض مع كامل التقدير للمرشحين الاخرين وفي مقدمتهم أبو الفتوح أن عمرو موسى هو الأنسب في هذه المرحلة الدقيقة المعقدة للخروج بمصر إلى بر الأمان