{ لم يخالف المريخ التوقعات وودع دوري أبطال أفريقيا وهبط للكونفدرالية عندما قبل التعادل بهدف لكلٍّ أمام مازيمبي الكنغولي رغم المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون على مدار الشوطين. { لم يخرج المريخ بسبب التعادل الذي قنع به في مباراة الأمس ولكن بالنتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب والتي وضعت الفريق تحت ضغط نفسي رهيب جعل الفريق يفقد التركيز تماماً في الشوط الأول. { فقد وضعت نتيجة مباراة الذهاب المريخ أمام معادلة صعبة، وجعلته مطالباً بالمحافظة على شباكه نظيفة مع السعي لتسجيل ثلاثة أهداف، فترتبت على هذه المعادلة الصعبة ضغوط نفسية عصفت بالمريخ للكونفدرالية. { ومنذ الدقائق الأولى وضح أن الطريقة التي يعتمد عليها المريخ ستباعد بينه والوصول لشباك الغربان لأن الإرسال العالي كان من السهل اصطياده بواسطة مدافعين طوال القامة. { وعندما حاول المريخ الاعتماد على التمرير القصير اصطدم هذا الأسلوب بلعب ضاغط من جانب الغربان جعل الأخطاء تتعدد في التمرير، ويكفي أن الهدف القاتل الذي سجله مازيمبي وقضى به على بصيص الأمل الأحمر كان من خطأ في التمرير نتيجة الأسلوب الضاغط لمازيمبي. { نعم خرج المريخ وانطوت في القلب حسرة لكن علينا ألا نحمل اللاعبين مسؤولية هذا الخروج المحزن، فقد لعبوا بكل طاقتهم وفي حدود قدراتهم ولم يتقاعسوا لكن الفارق الكبير بيننا والضيوف هو الذي جعلنا نودع. { لم يأت المريخ بما لم يأت به الأولون بل تعادل مع فريق كبير ومحترم رغم أن غيره قنعوا بالتعادل مع من هم أقل قامة من مازيمبي. { ولم يشوه المريخ سمعة الكرة السودانية برقم قياسي عندما قبلت شباكه خمسة أهداف من هذا الفريق نفسه فكان أكبر خسارة لنادي سوداني على أرضه في بطولات الكاف. { لن نبحث عن شماعة أو عن مبررات واهية للخسارة فنلعن الملعب (المرشوش) أو نرمي باللائمة على العصير (المغشوش)، بل نعترف بكل شجاعة أن من هو أفضل منا نال بطاقة التأهل وسيمضي بعيداً حتى ينال لقب بطولة مثلما نالها يوم أن أذل الهلال وجلس على عرش الأبطال. { شجعت جماهير المريخ فريقها ووقفت خلفه بقوة وقامت بالواجب وأكثر لكن ليس بالتشجيع وحده ينتصر المريخ، ونتمنى الاستفادة من كل هذه السلبيات حتى ينجح المريخ في الوصول لمجموعات الكونفدرالية. { فالإفراط في الإحباط وندب الحظ الذي جعلنا نخرج من بطولة الكبار والتخلي عن المريخ في هذه المرحلة الصعبة سيجعلنا لا نطال بلح الكونفدرالية بعد أن فاتنا عنب الأبطال. { ورغم مرارة الخروج فقد كشفت لنا مباراة مازيمبي سلبيات عديدة لو عمل ريكاردو على علاجها يستطيع المريخ أن يذهب بعيداً في الكونفدرالية، وأهم هذه السلبيات أن الفريق لم يعد يمتلك القدرة على الخروج بشباكه نظيفة. { فكل الأهداف التي تهز الشباك الحمراء لا تأتي ببراعة الخصوم وقدرتهم في الصناعة والتسجيل، بل تأتي عبر الدفاع الأحمر الذي أصبح يتكفل بمهمة صناعة الأهداف لهجوم الخصوم. { فالهدف الذي صنعه بلة ومصعب لمازيمبي كان أكثر سهولة من الهدف الذي صنعه ساكواها لكليتشي، وتحدث عن براعة كبيرة للأخير في الترجمة. { وقد ظلت كل هذه الأخطاء تتكرر بالكربون من مباراة لأخرى دون أن ينجح ريكاردو في علاجها بل يتفرج عليها وكأنها لا تعنيه في شيء ويكتفي فقط بالدفاع عن تلك الأخطاء في المؤتمرات الصحافية. { أمضى ريكاردو فترة ليست بالقصيرة ولم ينجح حتى الآن في تثبيت تشكيلة الفريق ولم تظهر أي بصمة تدريبية في أداء الفريق و الذي يعتمد على حلول فردية وقدرات الأقدام الأجنبية في المقدمة الهجومية في صناعة الفارق لمصلحة الفريق. { لم نكن ننتظر من ريكاردو أن يطيح لنا بفريق كبير مثل مازيمبي ولكن كنا نتعشم في ظهور مشرف يمنحنا الأمل في إمكانية ظهور الفريق بشكل مميز في الكونفدرالية حتى يزيل مرارة الخروج الحزين من الأبطال. { ولو ظن ريكاردو أن الكونفدرالية بطولة أقل ويستطيع أن يفعل فيها شيئاً دون إصلاح حال الدفاع وإعادة صياغة وسط الفرقة الحمراء ووضع تشكيل ثابت يدعم الانسجام والتفاهم بين العناصر سيهدر وقته في ما لا نفع فيه. { فالمريخ الذي عانى حتى في مباريات صغيرة في الممتاز سيعاني أكثر في الكونفدرالية لأن الشباك التي لم تسلم حتى من هلال دنقلا لن تسلم في بطولة كبيرة ومحترمة مثل الكونفدرالية. متفرقات مثلما كان أكرم بطل جولة الذهاب أمام مازيمبي فقد كان كالعهد به فارس مباراة الأمس بلا منازع. أدى مباراة كبيرة بلا أخطاء وأنقذ مرماه من أهداف ما كان سيلام عليها إذا هزت شباكه ولا يسأل عن الهدف الوحيد الذي هز شباكه. فعل أكرم كل ما بوسعه ولم يتبق له غير التقدم والمساهمة في إحراز الأهداف واستعاد كل أراضيه المفقودة دفعة واحدة وظهر بمستواه الذي بهر به الجميع في غينيا والجابون. قبل أن نلوم مصعب على الخطأ القاتل الذي وقع فيه عندما قدم هدية العمر لمهاجم مازيمبي الذي سجل هدف الغربان الوحيد علينا أن نلوم ريكاردو الذي يهمله في الممتاز ويحرجه بإشراكه في المباريات الكبيرة. مستوى الباشا أصبح لغزاً محيراً فقد أصبح هذا اللاعب في الفترة الأخيرة عبئاً ثقيلاً على الوسط وأصبح يلعب وكأنه مجبر على المشاركة. نتمنى أن يعيده ريكاردو لمقاعد البدلاء وأن يركز أكثر على المبدع فيصل موسى لأن الباشا يحتاج بشدة لمراجعة حساباته والعودة بشكل مختلف. رغم بصيص الأمل قلوبنا مع الآرسنال والأمل في مباراتي اليوم. نتائج الذهاب للفرقتين جاءت مخيبة للآمال ولكن مهما حدث لابد من القتال حتى آخر ثانية