الكل متفق على أن القضايا شائكة ويصعب ترتيبها ناهيك عن معالجتها، كلمات تطرق باب شورى الحركة الإسلامية بشدة، فهل طرقتها، ملف السودان القديم والسودان بعد الانقسام الجغرافي والسياسي جنوباً وشمالاً، وقبل ذلك انقسام أهل الكيان نفسه الذي اجتمع كله أو بعضه، قضايا لا زالت موجودة ومرحلة من السودان قبل الانقسام، منها التحديات الأمنية مع دولة الجنوب والتوترات على الحدود وملفات النفط ودارفور والاقتصاد، وفوق هذا وذاك المشروع الحضاري والرياح المتلاطمة حوله والتحديات الخارجية التي تواجهه، هل الحركة الإسلامية تأخر اجتماعها هذا أم جاء في مواعيده.. قطعاً الإجابة على هذا السؤال مفتوحة ومتروكة لأهل الكيان العريض الذين حضروا الاجتماع أو لم يحضروا. حدث ما حدث في تجربة حكم الإسلاميين لعقدين ونيف من الزمان، فالتفوا حول التجربة ودخلوها موحدين وانقسموا حولها (التجربة) وصاروا متفرقين، فهل الحركة الإسلامية تتهيأ لبداية عهد جديد في ظل ما تبقى من السودان من مساحة جغرافية وما تبقى من تحديات في صلب هذه المساحة. فالتحديات التي تتعاظم في طريق الحركة الإسلامية في بناء المشروع الحضاري الذي دخلت به على كل المرحلة ما زالت هي التحديات، فهو عهد قطعه أبناء الحركة الإسلامية على أنفسهم سواء كانوا في المؤتمر الوطني أو في كيان الحركة الإسلامية، فالشعب قد لا يفرق حتى الآن بين الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني، مع العلم أن الوطن المستهدف بالمشروع هو نفسه انضم جغرافياً إلى ثلثين. فما تبقى من الوطن كما قلنا يحمل في داخله الكثير من التحديات والقضايا الشائكة، منها قضية دارفور والسلام والتحديات في بعض المناطق التي تشهد توتراً مع الجنوب، وكذلك الوفاق الوطني والتلاقي مع القوى السياسية التي يتطلع البعض منها إلى إقصاء كامل لتجربة حكم الإسلاميين، وتحديات أخرى على الصعيد الاقتصادي والعلاقات الدولية وغيرها وغلاء السوق والأسعار (معيشة.. دواء.. خدمات) وغيرها. إذن فبناء المشروع الحضاري لا يمكن بلوغه إلا عبر هذه التحديات. فما هي نظرة الحركة الإسلامية في الحوار مع نفسها أولاً لتوحيد الكيان، وما هي النظرة للقوى السياسية الأخرى التي اتخذت زوايا معارضة لتجربة الحكم، خاصة التي ينشط الحوار بينها وبين أهل الحكم تارة وينقطع تارة، والكل متمترس في موقعه، حيث يتحدث أهل تجربة الحكم بخلفية تجربتهم ومنهجيتهم ورؤاهم وبرنامجهم، فيما تتحدث القوى السياسية الأخرى عن أحلامها التي ضاعت على مدار تجاربها المتلاحقة السابقة، هكذا يبدو الملمح والمشهد السياسي وشورى الحركة الإسلامية تختتم اجتماعاتها بالعيلفون، فهل ناقشت كل الهموم التي ذكرناها؟.. هذا السؤال ستجيب عليه الأيام القادمة