قالت الحكومة السودانية إنه من الصعب وغير المقبول الخوض في التفاوض مع دولة الجنوب حول أي موضوع آخر من الموضوعات التي تضمنها القرار الأممي 2046، ما لم يتم مخاطبة الأسباب الجذرية للنزاع مع دولة الجنوب وإيقاف دعمها للتمرد بجنوب كردفان والنيل الأزرق، واعتبرت أن الاتهام للسودان بقصف مناطق بدولة الجنوب يهدف لصرف الأنظار عن دعم دولة الجنوب للتمرد في الولايتين أو الهجوم على مناطق سوادنية أخرى. وقال مندوب السودان لدى الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي في تصريحات للصحفيين بوزارة الخارجية بالخرطوم أمس (الاثنين): «ظللنا ندحض هذه الادعاءات ونطالبهم بإثبات دمار القصف الجوي كشيء طبيعي سببه القصف عادة»، وجدد تأكيدات السودان بأن سياسته الخارجية تشمل وترتكز على عدم التعدي على الدول واحترام سيادتها. وكشف دفع الله عن توقيع وفد الجنوب مع الوفد التفاوضي السوداني على وثائق تؤكد بوضوح أن المناطق المتنازع عليها 4 مناطق فقط، مؤكداً إخطار الجهات المختصة بالأممالمتحدة بخريطة جوبا وما قامت به من تضمين مناطق سودانية لخريطتها. وقال السفير دفع الله: «إن القرار الأممي 2046 في جوهره يحث الطرفين للجلوس للتفاوض». وقطع بأن مجلس الأمن لا يلزم السودان بحل معين أو يفرض عليه حلولاً معينة بالنسبة للقضايا العالقة، وأضاف: «السودان دولة ذات سيادة ونحدد مواقفنا حسبما يتفق مع مصالحنا». ووصف الآجال الزمنية التي حددها القرار الأممي بغير الواقعية. ونبه إلى أنه وبحسب السوابق لا يتم الالتزام بها إن تطاول أمد التفاوض، وأشار إلى أن وفد السودان المفاوض عند بداية الجولة لاحقاً سيركز على الملف الأمني. وكشف السفير دفع الله عن رد مجلس الأمن على عدد من الشكاوى التي تقدم بها السودان ضد دولة الجنوب، عبر فيها المجلس عن الإدانة والشجب لكافة الخروقات التي تمت من قبل دولة الجنوب، وأقر بأنها المرة الأولى التي يتم توافق برأي يساند السودان من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والجمعية العامة، مشيراً إلى أن القرار الأممي تضمن إدانة للضرر والتدمير الذي وقع بالمرفقات النفطية وبعض البنية الأساسية، وطالب بجهود لتقصي الحقائق لتقدير حجم الضرر الأمر الذي يمكن من التعويض. ووصف مندوب السودان في الأممالمتحدة إصدار خريطة جديدة لدولة الجنوب وإدخال مناطق جديدة بها بأنه تعسف، وهدد بمقابلته بما يناسبه من مجهود أولاً وبإعلان رفضه ثانياً بموقف تدعمه الوثائق، واعتبر تضمين الخريطة لمناطق هجليج وأبيي تطوراً يوضح عدم النضج السياسي لدولة الجنوب بحسب وصفه. وأشار إلى أنه جاء إلى الخرطوم بعد المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز للتشاور حول موضوعات الساعة وأهمها القرار الأممي الأخير.