وافق البرلمان بالإجماع على قبول وزارة الخارجية لقرار مجلس الأمن بالرقم (2046). وأوصى بانتهاج سياسة خارجية متوازنة وتخصيص موازنة مقدرة لوزارة الخارجية. في وقت جدد فيه وزير الخارجية علي كرتي انتقاده للتصريحات الحكومية غير المنضبطة، وقال إن العبارات من شاكلة (الحشرة الشعبية، لن نستخدم إلا العصا)، تحيل الأفارقة إلى تاريخ الإبادة والاحتراب بين (الهوتو والتوتسي) التي استخدمت فيها ذات العبارات. وكشف عن اعتماد دولة الجنوب لأشخاص يعملون لصالحها لتشويه صورة السودان في وسط وجنوب أفريقيا. وأبدى كرتي أمس «الاثنين» أسفه لقلة المال المخصص للوزارة. وقال إن ميزانية الخارجية مقارنة بالميزانية الممنوحة للقوات المسلحة تساوي صفراً. وكشف عن عجز الحكومة في دفع إيجار مباني السفارتين في روسيا وبنين. وقال إن حكومتي البلدين هما اللتان تقومان بذلك. واعتبر الأمر منقصة في حق السودان، وقال: «ماذا يكون ردة فعل رئيس دولة ما إذا عرف أن هذه السفارة لم تدفع إيجار المباني لمدة سنة». وأكد كرتي أن واقع السفارات بالخارج واقع دامٍ. فيما قال رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر: «إن طوافه على عدد من البعثات الدبلوماسية كشف له ضمور الميزانية الممنوحة لها»، وقال: «إن الحكومة لن تحترم المجتمع الدولي إذا لم يحترم السودان»، وأكد على ضرورة وجود (السيف) قبل بدء التفاوض مع دولة جنوب السودان، ودعا الحكومة لمقابلة الحركة الشعبية بسوء الظن إلى حين إنهاء الأزمة مع دولة الجنوب. من جهته طالب رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين بتأكيد الهوامش التي ينبني عليها التفاوض مع دولة الجنوب. وقال: «إن القرار الذي يصدره البرلمان غير ملزم لوزارة الخارجية بشأن قرارات مجلس الأمن»، وطالب بتكوين لجنة قومية رئاسية تشترك فيها الأحزاب لصياغة إستراتيجية شاملة مع دولة الجنوب.