سفارات السودان.. الدبلوماسية الفقيرة!! تقرير: خالد احمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته إذا شاءت الأقدار يوماً والتحقت بركب الدبلوماسية السودانية سيكون لديك خلال العام شهري يونيو وديسمبر لتحديد مصيرك خلالهما حيث في هذا التوقيت تخرج كشوفات التنقلات في وزارة الخارجية فإذا كان الحظ لجانبك ستذهب صوب السفارات الأوربية وأمريكا أما إن كان قليلاً ستذهب صوب آسيا أما إذا كان حظك (كج) فستحمل طلب نقلك بيسارك وتتوجه صوب إحدى سفارات السودان بالدول الإفريقية التي تعاني من "الفقر والجوع والمرض"- إذا صح التعبير- وفي هذا الإطار ظلت الدبلوماسية تجهر بالقول طوال الفترة الماضية بأنها تعاني من ضائقة مالية قد انعكست على أدائها الدبلوماسي خاصة في إفريقيا. نداء كرتي يوم أن وقف وزير الخارجية علي كرتي أمام البرلمان ليتلقى الانتقادات من قبل النواب على أداء الخارجية خاصة خلال أزمة هجليج بجانب قرار مجلس الأمن الأخير الذي الزم السودان بضرورة التفاوض مع دولة الجنوب وبعد سيل من الاتهامات للدبلوماسية السودانية أخرج كرتي "كرته" في وجه نواب البرلمان ليفند سبب ضعف الدبلوماسية وأرجع الأمر "لقلة المال في الجيوب" وأشار إلى أن وزارته تواجه عدة صعوبات منها ضعف الميزانية المخصصة لها واختلال هيكلها الوظيفي والنقص في كوادرها الدبلوماسية. وأشار إلى أن الوزارة لم تقم بتعيينات جديدة منذ سبع سنوات رغم الانفصال وتقاعد عدد من الدبلوماسيين مشيراً لضعف الحكومة إعلامياً مقارنة بدولة جنوب السودان التي قال إنها تخاطب العالم بعدة لغات عالمية ومحلية، وكشف عن مبادرة لإنشاء قناة ناطقة بالإنجليزية والفرنسية إضافة إلى اللغة السواحلية والهوساوية لعكس قضايا السودان عالمياً وإقليمياً. ولشرح حالة الفقر التي تعيشها السفارات قال كرتي (عندما أجلس إلى وزير الخارجية الروسي أول الملفات التي أجدها أمامه أن دولة السودان لم تسدد إيجار مقر الخارجية ومنزل السفير اللذين خصصتهما روسيا لهما لمدة عام، بينما دولة مثل بنين لا يوجد عليها مديونية بالإضافة لإشارته لعدد من البلدان التي لا يوجد بها تمثيل دبلوماسي في الأساس وهذا كله بسبب الأوضاع المالية وفي هذا قال كرتي "لكي نفتح تمثيلاً دبلوماسياً في مكان يجب أن نغلق مكاناً آخر" مشيراً إلى أن عدداً من الدول تعتبر مهمة خاصة التي تكونت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وخاصة أنها دول إسلامية ولديها إمكانات تقنية كبيرة وأضاف كرتي "دولة مثل أذربجيان استخرجت البترول قبل الولاياتالمتحدة لا يوجد بها تمثيل دبلوماسي وهي دولة مسلمة وكذلك كل الدول التي نشأت بعد الاتحاد السوفيتي" وأشار كرتي إلى أن سياسة التقشف وصلت إلى حد الاستغناء عن سفير بغرض الاستفادة من مخصصاته لغرض آخر فتمانع المالية وتسحب المبلغ المخصص له . وضع محزن نداء آخر أطلقه رئيس اللجنة المكلفة بتنوير الدول الإفريقية بتداعيات قضية هجليج، مهدي إبراهيم الذي فور عودته من زيارة كل من تنزانيا وروندا ويوغندا وكينيا قال " إن أوضاع البعثات الدبلوماسية هناك محزنة جداً" وضرب مثلاً على فقر السفارات بالسفارة السودانية بنيروبي التي تبلغ ميزانيتها للإعلام 500 دولار فقط، وأكد تفوق الوضع المادي والبشري للحركة الشعبية على البعثات الدبلوماسية للسودان هناك. وأبدى مهدي خشيته من أن يؤدي تقليص البعثات السودانية في تلك الدول إلى إضعاف صوت السودان خارجياً وكسر شوكته لافتاً إلى أهمية وضع خطة جديدة لإعادة تقديم السودان للقارة الإفريقية لمواجهة ما سماه "المخاطر الكبيرة" . فلس السفارات في "فلس" السفارات هذا يقول الخبير الدبلوماسي ورئيس رابطة السفراء السابقين فضل عبيد في حديث ل(السوداني) إن العمل الدبلوماسي يحتاج للموارد بصورة ملحة لمواجهة القضايا الدبلوماسية التي تهم البلاد مشيراً إلى أن وزارة الخارجية تعد من الوزارات السيادية إلا أنها طوال تاريخها كانت "مظلومة" من النواحي المادية مماقد يؤثر على أوضاع العمل خاصة في السفارات مشيراً إلى مظهر السفارة وطاقمها كجزء من إنجاح العمل وعرض هيبة الدولة في العالم الخارجي مشيراً إلى أن العمل الدبلوماسي تنبني عليه إنجازات يجلبها للدولة من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية لذلك يجب الصرف عليه بشكل كبير مثل مايصرف على الوزارات السيادية الأخرى مشيراً إلى أن وزارة الخارجية هي الوحيدة التي ليس لها قانون معاشات ولاجدول وظيفي وأضاف بأنه وصل في العمل الدبلوماسي لدرجة وكيل وزارة والآن يصرف معاش (200) جنيه فقط ممايعكس شكل الوضع المالي في العمل الدبلوماسي.