دخل مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور، د. غازي صلاح الدين، ورئيس حركة العدل والمساواة، د. خليل إبراهيم، في اجتماعات مغلقة أمس «الجمعة» بالعاصمة التشادية أنجمينا بعد وساطة من الرئيس التشادي، إدريس دبِّي، تمهيداً لتوقيع اتفاق مذكرة تفاهم مزمع إعلانها خلال ساعات لتهيئة الأجواء بين الطرفين، يعقبها إطلاق سراح الأسرى والمحكومين في قضايا تتعلق بالنزاع في دارفور. وأعرب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير عن شكره للرئيس التشادي إدريس دبِّي، وقال في احتفال أقيم بالخرطوم أمس «الجمعة» إن دبِّي ظل يقود وساطة بين الطرفين على مدار «4» أيام لم يذهب خلالها لمنزله ولم يغب عن الوفدين دقيقة واحدة، وبشّر بأخبار سارة عن دارفور خلال ساعات، واعتبر الخطوة بمثابة إعلان نهاية الحرب في دارفور، وقال إنها تجعل المتآمرين يموتون كمداً. ذكرت مصادر واسعة الاطلاع ل «الأهرام اليوم» أن وفداً رفيعاً من حركة العدل والمساواة سيصل الخرطوم في وقت متأخر من فجر اليوم (السبت)؛ لتأكيد رغبة الحركة الجادة في تحقيق السلام في دارفور. وفي موازاة ذلك ذكرت مصادر حكومية أمس (الجمعة) أن الوفد يضم قيادات ميدانية تابعة لحركة العدل والمساواة التى يتزعمها خليل إبراهيم. ولم تستبعد المصادر وصول زعيم الحركة، خليل إبراهيم الخرطوم، في أي وقت؛ رغم أن المصادر ربطت قدوم خليل بتحقيق اختراق من خلال مباحثات ما أسمته «وفد المقدمة»، الذي من المقرر يصل في الساعات الأولى من فجر اليوم. وفي السياق قال رئيس وفد الحكومة بمفاوضات الدوحة، د. أمين حسن عمر، إن القيادة القطرية لديها علم بمباحثات الطرفين بأنجمينا، وكشفت مصادر «الأهرام اليوم» عن مجهودات يبذلها دبِّي ليتم بموجبها إيفاد وفد من العدل والمساواة للخرطوم لتهيئة الأجواء النفسية، تقابله الحكومة بخطوة إيجابية في اتجاه الدفع بالمفاوضات. ورابطت «الأهرام اليوم» بمطار الخرطوم حتى ساعات متأخرة من الليل في انتظار وصول وفد العدل والمساواة الذي لم يحضر حتى مثول الصحيفة للطبع، وكانت الصحيفة قد أشارت قبل «10» أيام إلى أن الحكومة والحركات المسلحة سيعلنون اتفاقاً إطارياً يتضمّن المبادئ العامة لملفات الترتيبات الأمنية والثروة والسلطة والحواكير. وقال الناطق الرسمي باسم العدل والمساواة أحمد حسين من باريس إن دبِّي دعا خليل للتشاور بشأن أوضاع دارفور، وسمّى ما يجري في أنجمينا بالمشاورات وليست صفقات بين الحركة والحكومة. وقالت مصادر «الأهرام اليوم» إن قيادات العدل والمساواة غادر بعضها الدوحة إلى باريس وأنجمينا وبقى بعضها بالدوحة، وتحفظت قيادات بالعدل والمساواة على الرد ل«الأهرام اليوم» بخصوص التوصل لمذكرة تفاهم بينها والحكومة في أنجمينا تتضمن اتفاقاً لوقف إطلاق النار، وإعلان المبادئ العامة ليتم تضمينه في اتفاق الدوحة، بعد أن وجهت الوساطة القطرية والافريقية والدولية المشتركة دعوتها للأطراف كافة لبدء التفاوض المباشر بعد غد الإثنين، وأمهلت الطرفين «الحكومة والحركات» يوماً واحداً لتحديد أسماء المشاركين في المفاوضات.