اختتم الجانبان السوداني والتشادي جولة مباحثات جرت في إنجمينا, بالاتفاق على فتح قنصليتين بأبشي والجنينة, فيما نقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي تشادي، أن بلاده طلبت من زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم مغادرة تشاد. وأفاد مراسل الشروق من العاصمة التشادية عثمان علي إدريس، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن البيان الختامي للجانبين الذي من المتوقع صدوره في وقت لاحق، سيؤكد اتفاق الجانبين على العمل من أجل تأمين الحدود المشتركة وتبادل فتح قنصليتي البلدين في مدينتي الجنينة وأبشي الحدوديتين، وتكوين لجنة أمنية مشتركة، وتشكيل قوة مشتركة لتأمين الحدود بين البلدين. وقال المراسل إن البيان المشترك يؤكد على رغبة الجانبين في تنفيذ بروتكول الخرطوم الأخير، بدون شروط مسبقة، وعدم فتح ملفات الخلاف السابقة واستمرار المباحثات والمشاورات، وصولاً للتطبيع الكامل للعلاقات بين الجانبين. تفاؤل بالتقارب بين البلدين من جهة ثانية، أبدت أوساط سياسية سودانية تفاؤلاً بأن يفضي الحراك السياسي والتنسيق الأمني المشترك بين السودان وتشاد إلى تفاهمات تعيد علاقات البلدين إلى سابق عهدها. وأعربت الأوساط عن رغبتها في أن تسهم خطوات التقارب بين الجانبين في دفع حكومتي البلدين للتحاور مع المعارضة في كل منهما. ويرهن بعض المراقبين استقرار العلاقة بين السودان وتشاد باستقلالية نظامي الحكم في البلدين، حيث يرى المتخصص في العلاقات السودانية التشادية حسن محمد عباس أنه كلما استقل القرار السياسي في البلدين وتغلبت لغة المصالح المشتركة فإن العلاقة ستكون طبيعية ومستقرة. ويتخوف الأمين العام لحركة جيش تحرير السودان علي حسين دوسة من جنوح حكومتي البلدين لما سماه تصفية الحسابات مع المعارضة، وقال دوسة: "يجب أن تدفعهما هذه الخطوة لمزيد من الحوار مع معارضتيهما". دفعة لمفاوضات دارفور واعتبر المتحدث باسم وفد الحكومة السودانية لمفاوضات الدوحة جعفر عبد الحكم في تصريحات للشروق، أن أي ضغط يمارس من الحكومة التشادية تجاه حركة العدل والمساواة يصب في صالح دفعها لطاولة مفاوضات الدوحة. من جهته ثمن مستشار الرئيس السوداني عبد الله مسار اتفاق إنجمينا لضبط الحدود بين السودان وتشاد وتأثيره الإيجابي على تسريع سلام دارفور. وتوقع مسار حدوث انفراج لأزمة دارفور خلال العام الحالي بعد الاستجابة التي تمت من قبل الفصائل المسلحة في دارفور. ويضيف مسار: "في تقديري أن التفاوض الذي يتم بين الحكومة والحركات في دارفور مهم جداً، لأن الظرف الذي يمر به السودان من انتخابات عامة يحتم حسم قضية دارفور حتى نستطيع أن نخرج بالسودان من كل القضايا التي يمكن أن تؤثر على أمنه واستقراره". تشاد تطلب من خليل المغادرة وبالمقابل كشفت وكالة فرانس برس الفرنسية اليوم، أن السلطات التشادية أرسلت الأسبوع الماضي وفداً وزارياً إلى شرق تشاد لمقابلة خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة وطلبت منه مغادرة تشاد من دون أي تأخير. وأعلنت وزارة العلاقات الخارجية التشادية، في بيان تلقته الوكالة، أن الوفد التشادي المشارك في المباحثات قام "بإبلاغ الجانب السوداني بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة التشادية والتي تضع حداً لأي وجود وأي دعم وأي عمل مناهض يقوم به المتمردون السودانيون ضد السودان انطلاقاً من تشاد"، بحسب البيان. وأوضح أن "الحكومة التشادية مستعدة للسماح لكل الأطراف المشاركين في عملية التطبيع بين تشاد والسودان، بما في ذلك الحكومة السودانية، بالتحقق على الأرض من غياب أي وجود مناهض للسودان على الأراضي التشادية".