(الأناتيك) أو المنحوتات الخشبية والعاجية والصلصالية قطع فنية ذات جماليات ينتجها مبدعو السودان منذ القِدم وتجسِّد الحيوانات والطيور والأواني المنزلية، وهي السلعة الوحيدة التي يقتنيها السياح دون غيرها ويحملونها إلى أوطانهم كذكرى من السودان بلد الإبداع. (الأهرام اليوم) دخلت سوق الأناتيك بالخرطوم ورأت تماثيل الجِمال، الطيور، القرنتي، التماسيح، الخيول، الأسود، النمور و(عِدة الجَبَنة) والشاي ، مع عيون السياح التي تتابع كل قطعة فنية باهتمام يصل حد دفع ثمنها والاحتفاظ بها إلى الأبد.. يقول عبد الناصر حسن تبيدي بائع أناتيك: يتم اختيارنا للأناتيك حسب العرض والطلب، إذ تأتينا الطلبات كثيراً من الحكومة فنوفِّر لها المشغولات التي تطلبها في شكل هدايا، أو أناتيك تُجمِّل بها المكاتب الحكومية، وتشتريها كهدايا للوفود الزائرة، وأغلب الزبائن يستخدمون هذه الأناتيك كمقتنيات جمالية داخل الغُرف، وبعضها يدخل في عمل المطبخ ك(الجبنة)، والأكواب، الفناجين والصحون. وأضاف كل هذه الأناتيك يمكن أن تُستخدم كأوانٍ عادية، كما أنها في نفس الوقت تحمل العناصر الجمالية التي تسرُّ الناظرين، وعبر عملنا الطويل في مجال الأناتيك نُبيِّن شكل التصنيع المبذول في القطعة الفنية المحدودة، أي أنها بشكل تلقائي تحوّلت لسلعة تجارية، لكن قيمتها الفنية ربما تجاوزت السقف المحدد في البيع أو الشراء. وأردف أن هذه الأناتيك غالية الثمن مما يصعب على المستهلك العادي شراؤها غير أن السياح يتهافتون عليها دون غيرهم، وأشار إلى أن سن الفيل ممنوع عالمياً منذ عام 1988م التعامل بها، وكانت تأتي من جنوب السودان وإفريقيا وكينيا ويشترونها من التجار أو من إدارة الحياة البرية وتُباع عن طريق الدلالة وهي عبارة عن محجوزات الجمارك، ومُنعت بواسطة المنظمة الدولية لحماية الحيوانات البرية. وأشار عبد الناصر بأن بعض الأناتيك غالية الثمن لأن صناعتها يُبذل فيها جهداً كبيراً ويتم تذويقها في أشكال فنية متعددة تنافس بعضها، كما أن المواد تبدو غالية كثيراً. وأردف : بعض هذه الأناتيك متوسط في سعره إلى حدٍ ما مما يسهُل على المواطن العادي شراؤها وأخرى شعبية (رخيصة)، وهذا يتوقف على ذوق المستهلك. وأن هناك بعض القطع تحتاج لمجموعة من الأناتيك الأخرى والتي تصب في نفس الإتجاه مما يدفع بإتجاه البحث عن مكونات خزفية أو صناعية على الخزف أو الفخار لاستكمال طقم كامل له ارتباط وثيق مع تلك المجموعة، لذا يُفضِّل المستهلكون أن يكون هنالك تناسقاً حينما يريدون تجميل غرفهم أو مكاتبهم.