أكد وكيل وزارة الخارجية وعضو وفد المؤتمر الوطنى فى حوار القاهرة بين شريكى الحكم، الدكتور مطرف صديق، أن القاهرة دعت إلى هذا الحوار بحكم الجغرافيا والمستقبل المشترك للبلدين، مشيراً الى أن اهتمام مصر بما يجرى فى السودان هو اهتمام طبيعي ويجد التفاهم الكامل من كافة السودانيين فى الشمال والجنوب والشرق والغرب. وقال صديق في تصريحات صحفية، عقب الجولة الأولى من لقاء القاهرة مساء أمس الأول، إن المبادرة المصرية بدعوة المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى حوار فى القاهرة جاءت فى وقتها؛ لأن السودان معرَّض فى وحدته بداية العام القادم عند الذهاب إلى استفتاء تقرير المصير للجنوبيين، كما أن مصر تريد أن تطمئن على تعزيز وزيادة وتقوية فرص الوحدة، مشيراً إلى أن القاهرة وضعت إطاراً عملياً وموضوعياً للنقاش، معتبراً أن بداية الحوار بين شريكي الحكم أظهرت وجود بوادر مبشرة تشجع على تقوية القواسم المشتركة، وتقريب شقة الخلاف فى القضايا التى يرى بعض الأطراف أنهم لا ينظرون إليها بمنظار واحد. وحول إن كانت هناك ضمانات لكي يتفادى حوار القاهرة الصعوبات التي واجهت الحوارات الأخرى بين الجانبين، قال صديق: إن الحوار يجرى فى جو ودي وصافٍ وخالٍ من الضغوط؛ فنحن لا نشعر أن الطرف المصري يمارس ضغطاً على أي من الطرفين، وبالتالى نحن نفكر بحرية ونتعامل على اعتبار أن الطرف المصري هو طرف مساعد ومهتم، وشخصياً متفائل أن هذه المبادرة وإن جاءت متأخرة لكنها ستسهم في وضع الطرفين على الطريق الصحيح، وبالتأكيد مصر لها ثقل إقليمي ولديها تأثير على الكثير من الدول العربية. وأضاف وكيل وزارة الخارجية أن تأثير مصر وقيادتها للجامعة العربية كان من نتاجه الزيارة التي سيقوم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومعه ممثلو كل دول الجامعة العربية الى جوبا عاصمة الجنوب لتعزيز الاستثمارات العربية فى جنوب السودان، وهذا دور محفز للوحدة، ومقوٍ للدور المصري والعربي عموماً بتقوية الوحدة وإضعاف فرص الانفصال، موضحاً أن لقاء وفدي المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية مع عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية، أظهر اهتمام مصر بأمر الوحدة والتداول السلمى للسلطة، وألا تكون هناك عودة للحرب مهما كانت المسببات والظروف، وهو طرح موضوعى ومتوزان يجد تأييداً وقبولاً من كل الأطراف.