توقّعت الأممالمتحدة إصدار قرارات سياسية تقضي بتأجيل الانتخابات، ونبّهت إلى وضع الإعداد للاستفتاء في الاعتبار حال مناقشة قرارات التأجيل. وكشفت عن تحديات كبيرة تواجه تنظيم الانتخابات المقبلة، تكمن في الصراعات القبلية في الجنوب، والحجم والطبيعة المادية للبلاد، وضعف البنية التحتية في أجزاء كبيرة من البلاد، بجانب التعقيدات في المستويات الانتخابية الستة وطريقتها لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب والولاة وبقية المستويات. واعتبرت لجنة الشؤون الانتخابية بالبعثة عامل الوقت في التصويت للعملية من الضغوط، بجانب التأخر في تحرير قانون الانتخابات نفسه في وقت سابق، وتأجيل العملية لأكثر من مرة خلاف الوقت المحدد في اتفاقية السلام الشامل. وقال رئيس الشؤون الانتخابية ببعثة الأممالمتحدة، رأي كيندي، في مؤتمر صحفي عن ترتيبات العملية الانتخابية بمقر البعثة بالخرطوم «أمس» «الثلاثاء»، قال إن تعقيد الانتخابات يأتي من عدم اليقين السياسي من القوى السياسية والأحزاب وعدم الوضوح في موعد انعقاد الانتخابات في زمانها وفق اتفاقية السلام الشامل، بجانب المشكلات في جنوب كردفان والجدل السياسي حولها. وحذر من أن عدم وجود المعلومات وتوفرها للناخبين من شأنه أن يلحق الضرر بمصداقية العملية الانتخابية، وقال إن أعداداً كبيرة من الناخبين السودانيين لا يعرفون طريقة التصويت ولا المُرشّحين. وكشف كيندي عن تقارير من منظمات المجتمع المدني أكدت فيها أنها مُنعت من عقد حلقات عمل للتوعية بالعملية الانتخابية، مشيراً إلى أنه دعا المفوضية القومية للانتخابات لمعالجتها قبل فترة الحملة الانتخابية، وقال إن هنالك قلق حول قدرة جميع الأحزاب والمُرشّحين في الشمال والجنوب في قيام حملاتهم الانتخابية في أنحاء البلاد، وأردف نأمل أن تكون عملية الانتخابات تعبّر بصدق عن إرادة الشعب، ودعا الأحزاب لاحترام حقوق الآخرين في الحملة الانتخابية، وأشار إلى أن الجهات الموكل لها مراقبة الانتخابات ستصدر بيانات حول المصداقية وأوجه القصور في العملية الانتخابية. ورهن كيندي نجاح الانتخابات بتضافر جهود المفوضية القومية والسلطات السودانية، والأممالمتحدة، مشيراً إلى أن لكل طرف مسؤولية لضمان انتخابات نزيهة. وأكد كيندي التزام الأممالمتحدة بالقيام بواجباتها في تقديم المشورة والخطط التشغيلية، والإجراءات اللازمة لتسجيل الناخبين، والترشيحات والاقتراع والفوز، ووضع جدول لإعلان النتائج، وتقديم الدعم للمفوضية، وأعلن استعداد البعثة بتحضير أكثر من «200» موظف للعمل على الأرض في «25» ولاية بالسودان. ونبّه كيندي إلى ضرورة قيام الانتخابات في موعدها لكون السودان مقبل على استفتاء في العام 2011م، وقال إنه لم يتلقَ ما يفيد عن تأجيل الانتخابات، وأردف سيكون غير محبب أن تتوقف العملية التي يفصلنا عنها «47» يوماً.