الشلوخ مرادفة الوشم العربي وشاهد ثقافتنا الافريقية على خدود نسائنا الجميلات لأجيال خلت، عرفتها كل الاثنيات الكبيرة في السودان وتميزت بها وتغنى بها جيل شعراء الحقيبة طويلاً حتى أفل نجمها في ستينيات القرن الماضي وناهضتها الدولة لخطورة وبدائية الطريقة التي كانت تتم بها ورفع شعار الغائها الشاعر الراحل حسن الزبير ورفاقه بقوله «والخد صورة زي بلورة خاتي مساير» وبالطبع البلورة لا تقبل الشلوخ. «الاهرام اليوم» سألت الحاجة ثريا محيى الدين الشاهدة على عصر الشلوخ. عن «الشلاخة» وأنواع الشلوخ والغرض منها وقيمتها الجمالية وقبل هذا وذاك طريقة اجراء عملياتها المؤلمة جداً ارضاء لمحمد أحمد السوداني فقالت ثريا إن الشلوخ في زمانهم أنواع مختلفة تتكون من ستة مطارق لنساء الجعليين لكنها رفيعة، ويقومون بعمل «النقرابي» وهي فصدة تقع بين شلخين وتضيف بأن بعض القبائل وبالأخص قبيلة الجعليين تتنافس فيما بينها في عملية الشلوخ من حيث التجميل ، الشلاخة تنجز بعداً جمالياً في مهنتها بالاضافات الفنية فهي تعتمد في مهنتها على شكل الوجه تحديداً فهنالك الوجه البيضاوي، المستطيل ، ثم المستدير وشكل الوجه يلعب دوراً في المستدير وشكل الوجه يلعب دوراً في هندسة الشلوخ فترى ان الوجه الممتلئ يحتاج إلى معاملة محددة بالموس خلاف الوجه النحيف أو متوسط الامتلاء و«الشلاخة» تخضع فنها وفق خبرتها حينما تقوم بدراسة لوجه الفتاة وتتأهب تلقائياً بوضع اللمسات الفنية الجميلة من الشلوخ وتستطرد بأن امهات الفتيات يتنافسن بعضهن البعض لتأتي بناتهن أكثر جمالاً ، كأن يحضرن «الشلاخة» في بعض الأحيان لتضفي إبداعها على وجه تلك الفتاة، مردفة أن اجراء عملية الشلوخ يقوم بها خبير معروف لديهم يدعى «ود عيسى» يقيم بأم درمان وهو شلاخ بلدي ، إذ تجرى «العملية» بواسطة الموس التي توضع داخل كورة صيني «سلطانية» وبداخلها المخدر ومن ثم يقوم بإجراء عملية الشلوخ بإزالة جزء كبير من اللحم، وتضيف أما نحن فقد كانت تقوم بتشليخنا امرأة تدعى «العز» وحينها كنا نحضر معنا قطعة صابونة وريحة محلبية كمطهر للجرح ويتم وضع القطران والمحلبية في كل شلخ وزيت السمسم الساخن في الجرح ليساعد في اندماله وتتم هذه العملية بدون بنج ومدة الاستشفاء من هذه العملية تتراوح ما بين خمسة عشر يوماً الى شهر، موضحة ان تكلفة العملية في ذاك الزمان كانت خمسة وعشرين قرشاً ونصف. وفي خاتمة حديثها أبانت ان الشباب والشعراء كانوا في ذلك الزمان يتغنون بجمال شلوخ البنات وقد ورد ذكرها كثيراً في اغاني الحقيبة والاشعار الشعبية القديمة «الشلاخ الستة العراض فتقن قلبي وانا ريدي زاد». وتقول صفاء «الآن الفاونديشن وكريم الفاونديشن والبدرة » هي اساس زينة الوجه وحتى البنات اللائي يجدن انفسهن مشلخات يقمن بعمليات التجميل لإزالة هذه الشلوخ. دكشنري الحقيبة علي مصطفى قال ان عصر الشلوخ لاقت فيه المرأة الألم الحسي جراء الجروح المصاحبة لها والقيمة المعنوية الكبيرة في مجتمعها لتسجيل الرجال في ذلك الوقت للمرأة المشلخة ومنهم الشاعر العبادي الذي قال «الغزال الديسو خدرو .. الشلوخ في فؤداي ادرو .. كل واحد جرحو قدرو » وقول ابو صلاح «الشلوخو عشرة مسطرة».