كان في البلد حتى يونيو 1989م حزبان كبيران هما حزب الأمة والحزب الإتحادي الديمقراطي، ثم بعد نايفاشا - ويقولون إن هذا هو الاسم الصحيح- عام 2005م أصبح في البلد حزبان كبيران آخران هما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.. ومن مصادر قوة المؤتمر الوطني أنه هو الحزب الحاكم منفرداً قبل نايفاشا ومؤتلفاً مع الحركة الشعبية بعدها ومن مصادر قوة الحركة الشعبية أن لها جيشها الخاص الشهير بالجيش الشعبي لتحرير السودان. ويقولون أنه جيش قوي لكن الأقوى لا يزال هو الجيش السوداني.. تلك المؤسسة الشاهقة النبيلة التي يرتكز عليها وجود الدولة السودانية أكثر مما يرتكز على أيّة مؤسسة أخرى. إن الجيوش في كل العالم تأتمر بأمر الملك أو الرئيس الذي هو القائد الأعلى .. وهذا ما حدث ويحدث في السودان لكن الجيش السوداني يتفوق بكثافة إحساسه بما يجري في الشارع، ومن مظاهر ذلك انحيازه لرغبة الشعب الحركي في التغيير عامي 64 و1885م. إن وحدة السودان لم تعد من ثوابت كثير من القوى السياسية الفاعلة وهو أمر مؤسف وخطأ تاريخي .. وما جرى قد جرى. والمهم الآن أن نحرص جميعاً على أن يكون الجيش قوياً ضارباً متماسكاً قادراً في أية لحظة على حماية التراب وردع المتربصين واستمرار الدولة السودانية. ثم بطريقة المذيع عمر الجزلي (نحي القوات المسلحة .. ضباطاً وصف ضباط وجنود) إذ هو يحمل تقديراً عالياً لها.. ثم نعود للحزبين الكبيرين .. الآخرين .. المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وقلنا من قبل إن المؤتمر الوطني يتفوّق على الحزبين الكبيرين التاريخين في أن عضويته تضم عدداً معقولاً من الجنوبيين رغم أن البعض يرون أنهم انضموا إليه ليس اقتناعاً ببرامجه ولكن لأنه الحزب الحاكم .. لكن المهم هو أن هذا الإنضمام الجنوبي إليه وبصرف النظر عن بواعثه جعله يبدو قومياً أكثر من حزبي الأمة والإتحادي الديمقراطي.. وفي الحركة الشعبية وجود شمالي وكان سبب هذا الوجود الشمالي قبل نايفاشا في معظمه متصلاً بالإقتناع بأطروحات الحركة وتوجهاتها. ومن رأي البعض أن كثيراً من الذين انضموا للحركة بعد نايفاشا فعلوا ذلك لأنها أصبحت الحزب الحاكم في الجنوب والشريك الثاني في حكم جمهورية السودان . وأيضاً وأيّاً كانت بواعث إنضمام الشماليين للحركة فإنه جعلها تبدو قومية أكثر من الأحزاب الجنوبية الأخرى، إذن.. ما هو الحزب الذي يتصدر الإنتخابات من بين هذه الأحزاب الكبيرة (المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية، والأمة، والإتحادي الديمقراطي).