بروفيسور أحمد علي قنيف مستشار النهضة الزراعية.. الرجل معروف بهمومه الزراعية وعشقه للأرض الواعدة لأنه يعرف تماماً إمكانيات السودان وموارده التي تؤهله لتوفير الغذاء لكل العالم.. ويعرف تماماً ما تنتجه أراضي السودان.. وقد حدثنا قبل ذلك بأن أرض أم درمان مؤهلة تماماً لإنتاج العنب ويمكن أن تكون بوابة السودان الأولى لتصدير هذه السلعة الغذائية من الدرجة الأولى.. الآن فالبرغم من أن أرض أم درمان، كما قال قنيف، مؤهلة لإنتاج العنب فإن البلاد مازالت تستورده وتعج الأسواق بمختلف أنواعه ونحن دولة مؤهلة لإنتاجه ولكن... لذا فلابد من الاستفادة من إمكانيات بروفيسور قنيف الزراعية، وعلى النهضة الزراعية أن تضع حديثه في أولويات خطتها، فهو يعرف كوامن الأمور ويعرف كذلك أين يزرع العنب والتفاح والمانجو والأرز، فقد حكى لي أحد بروفات هيئة البحوث الزراعية بودمدني، تلك الهيئة التي تمتلئ بالعلماء، حكى لي بأنه عندما تم تعيين بروفيسور قنيف وزيراً للزراعة مطلع التسعينات، قال لي إن ودمدني والبحوث الزراعية لم تنم تلك الليلة؛ حيث تم إشعال النيران فرحاً بهذا التعيين الذي صادف أهله، فحقيقة لا يعرف قدر الرجال إلا الرجال. الآن وقفت كثيراً على دعوة قنيف والتي لا تخلو من الأدب الجم الهدوء التام.. بروفيسور قنيف أكد ضرورة التمسك ببرنامج النهضة الزراعية الذي يعتبر المخرج للبلاد.. وأضاف (يجب ألاّ يكون ضعف الموارد للعام 2009م مدعاة للتراجع)، داعياً لتضافر الجهود في ظل تصاعد أسعار البترول.. وفي حديث آخر أكد أهمية استمرار برنامج النهضة الزراعية كبرنامج استراتيجي يصبر عليه الناس مهما كانت المعوقات حتى يفرض البرنامج نفسه. ونحن نقول لقنيف لمتين نصبر لأننا كنا نتوقع أن تُحدث النهضة الزراعية تحولاً كبيراً في مسيرة البلاد الزراعية، ولكن للأسف الشديد (تمشي الهوينى كما يمشي الوجِي الوحِلُ).. كما أنها لم تحدث أية زيادة في الإنتاج، بل بالعكس هنالك تراجع كبير في الإنتاجية، كما أن البلاد مهددة بمجاعة في ظل تدني إنتاج الذرة والقمح وغيرها من الحبوب.. سنستورد قريباً جداً الذرة والدخن والسمسم، وفي ظل ارتفاع الزيوت سنفتح الباب للزيوت والتي ربما تؤدي الي ظهور الكثير من الأمراض ليزداد (الطين بلة) فبدلاً من أن نتغذى نبحث عن العلاج وتتضاعف الفاتورة. (نصبر لمتين بروفيسور قنيف) وأنت تعرف إمكانيات السودان الكبيرة التي لم تستغل بعد، وتعرف كذلك إمكانيات الكوادر البشرية المؤهلة جداً، بدءاً من المُزارع الذي لم يعد كما قلت بأنه آلة أو أداة من أدوات الإنتاج، بل أصبح صاحب قرار يشارك بآرائه وأفكاره في كل المحافل سواء كانت داخل السودان أو خارجه.. (نصبر لمتين) ونحن على أعتاب مجاعة أصبحت قاب قوسين أو أدنى.. فمتى ستعرض برامج النهضة الزراعية نفسها.. حتى نقتنع بالطرح المقدم والبيان بالعمل وهات من الآخر.. فبرامج النهضة مازالت في المربع الأول من اجتماع للمجالس ثم ينفض الاجتماع.. وصراحة نقول ليكم ما أظننا سنصبر ولكن نسأل الله أن يلزمنا الصبر الجميل، وإذا صبرنا فإن ذلك من عزم الأمور وسيكون سيدنا أيوب مثالاً لنا للصبر رغم أننا لن نرتقي للأنبياء؛ فالأنبياء اختارهم الله لأنه يعرف مقدرتهم على الصبر، فموسى صبر على فرعون، وسيدنا محمد سيد البشرية صبر على أذى الكفار حتى خرج من مكة مهاجراً للمدينة وهو يقول مخاطباً مكة (والله أنك أحب بلاد الله الى نفسي، ولولا أن أهلك أخرجوني لما خرجت). نسأل الله الصبر يا بروف قنيف. وختاماً نسرد اليكم هذه الطرفة والتي تحكي عن الصبر فقد حكت لي أحد الصديقات بأنها (ضاقت) ما (ضاقت) من الألم مع (نسابتها) أهل زوجها، وهي في بداية طريقها معهم، قالت لي كأني عشت معهم سنين فلقد (ضُقت) من الألم ما (ضُقت).. وقالت لي حكيت لوالدتي ولكنها كانت تقول لي دائماً (اصبري) (أصبري) زي خالتك عواطف.. الآن نحمد الله ارتاحت وسكنت في فيلا، فردت عليها ابنتها «معقول يا أمي أصبر زي عواطف خالتي لحدي أولادي ما يدخلوا الجامعة)!!.. قالت لي عواطف خالتي ظلت صابرة لحدي أولادها ما دخلوا الجامعة.. ضحكت جداً وقلت لها إن شاء الله ربنا يلزمك الصبر الجميل لأنو (دا) حقيقة مشوار طويل بحاجة الى صبر (زي) صبر سيدنا أيوب. وهنالك صابرة تقول مخاطبة المحبوب: أيوب يا حبيبي زيي أنا ما صبر