محمود عبد الله رمضان، شاب يحمل الجنسية المصرية، يقيم أهله بمحافظة الفيوم، وصنعته الأصلية عامل مبانٍ. جاء الى السودان قبل سبعة أشهر ليعمل في هذا المجال حيث جرب العمل فيه بنواحي الخرطوم المختلفة، وقال إن دخله الشهري الصافي منه وصل الى سبعمائة جنيه سوداني. لكن تاج الدين آدم شقيق صديقه الذي يقيم بمصر أشار اليه بجدوى مصاحبته للعمل في التنقيب اليدوي عن الذهب بمناطق سودري عند منطقة التيكيلات. وتوكل محمود على الله وسافر الى المنطقة المذكورة ليصبح فيها الأجنبي الوحيد والأكثر شهرة وسط ما يزيد عن الخمسة آلاف شخص قدموا من أطراف البلاد الأربعة ووسطها طمعاً وجرياً وراء بريق الذهب المكتشف في هذه المناطق قبل فترة لم تتجاوز الستة أشهر. الشاب محمود قال إنه وجد أن عمله بالذهب أفضل من المباني كثيراً، وأنه صار يجيد كل مراحل التنقيب عن الذهب من حفر ونقل وتكسير وطحن وغسيل. وأكد أنه لم يجد مشقة في التأقلم مع الأوضاع بهذه المناطق، وصار يأكل مثلما يأكل الناس العصيدة والويكة ب «الكجيك». وأكد عدم وجود أي نشاط يشابه طرق التنقيب عن الذهب ببلده مصر، وقال إن أكثر ما لفت نظره حسن تعامل أهل السودان في كل المناطق التي زارها. فريق الأهلي القاهري هو الفريق الذي يشجعه محمود بمصر، أما في السودان فقد قال إنه يشجع المريخ تشجيعاً حقيقياً لا مجاملةً. أفراد الفريق الذي يعمل محمود معهم في التنقيب عن الذهب أمّنوا على كلامه وقالوا إنهم صاروا ينعتونه ب «الحربي وبالصحراوي الذي يأكل الصخر»، والمصري كما يناديه الجميع في منجم التشيكلات و صار من العسير فرز الشاب محمود من بين جمهرة السودانيين السُمر إلا باللهجة، أما اللون فغبار الذهب الذي يغطي الأجساد والوجوه والملابس هو العامل المشترك الأعظم بين الجميع.