كثير من المشاكل السياسية في دول العالم المختلفة والتي وصلت لمرحلة الحروبات والتفلتات والتحرشات والقتل أحياناً التي عجزت الحكومات ورؤساء الدول والوساطات عن حلها تسببت الرياضة في إذابتها وحلها دون عراك ودون مؤتمرات حتى خرجت علينا مقولة إن الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة، وهناك أمثلة كثيرة ما بين أمريكا وروسيا والصين وآخرها ما بين مصر والجزائر.. ما دفعني لهذه المقدمة هو خلاف رياضي داخل السودان ما بين اتحاد ود مدني لكرة القدم والاتحاد العام السوداني، حيث وقف اتحاد ود مدني لكرة القدم لأكثر من ست سنوات ماضية في خصام مع الاتحاد السوداني تسانده السلطة السياسية الحاكمة بقيادة الوالي الفريق عبد الرحمن سر الختم ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة البروف نوري حتى باتت ود مدني بكل ثقلها وموقعها واسمها خارج منظومة الاتحاد العام ولم تمثل بأي عضو سواء في مجلس الإدارة أو اللجان المساعدة كاللجنة المنظمة ولجان التحكيم والتدريب وخلافها، وكان من أبرز قادة هذا الخلاف الأخ أمين خضر بلة، أمين مال اتحاد ود مدني المحلي، والذي ظل يناصب الاتحاد العام العداء ويجهر به في كل مكان خاصة الدكتور كمال شداد والدكتور معتصم جعفر.. ويوم الخميس الماضي كنت ضمن الوفد الذي رافق د. معتصم جعفر لمدينة المسلمية لتدشين حملته الانتخابية كمُرشّح للمجلس الوطني عن الدائرة الرابعة الشرقية لمحلية الحصاحيصا، وكانت المفاجأة أن تمت استضافتنا في منزل العم خضر بلة، والد الأخ أمين حيث وقف العم خضر بلة وكريمته مواهب وأفراد أسرته الكريمة في الترحيب بنا واستقبالنا وإكرامنا وامتلأت كل موائد المنزل الفسيح بما لذ وطاب في كرم حاتمي وفرحة غامرة من أهل البيت بضيوفهم الذين فاق عددهم المائة شخص وقبل أن ننتقل لساحة الاحتفال الذي أشرف عليه شباب منظمة العمل الطوعي بالمسلمية بقيادة أمير الشباب غزالي ورفاقه انتحيت جانباً واتصلت بالأخ الصديق أمين خضر بلة الذي كان يوجد بمدينة القضارف وقلت له نحن الآن داخل داركم العامرة ويغمرنا أهلك بكرمهم واستقبالهم وبشاشتهم ورجولة نسائكم قبل رجالكم وقلت له لقد جئنا إليكم نزف أخوك وأخونا د. معتصم مُرشّحاً للدائرة. فرد عليّ وأكاد أرى الدموع تنهمر من عينيه والعبرة تخنقه وبح صوته وهو يقول لي بصعوبة بالغة حبابكم والدار داركم ويا ليتني كنت معكم وألف ألف مبروك للدكتور معتصم جعفر، وفاجأني بأن د. معتصم كان يتحدث معه قبل قليل وعجز أن يكمل حديثه وهكذا وفي لحظات أرى أن ما بين الرجلين قد ذاب، والحمد لله أن خلافهما كان في شيء عام ما بين مؤسستين رياضيتين أفسدها تدخل السياسة والحكام والوزراء. ولكن أرى أن هذه الزيارة قد اذابت كل خلاف وبمثل ما تصلح الرياضة ما تفسده السياسة ها هي السياسة أيضاً تصلح ما تفسده الرياضة وشكراً عمنا خضر بلة وشكراً أمين وشكراً مواهب وشكراً عمنا صديق وشكراً عمر الأمين العوض وشكراً كل أهل المسلمية. مزمل يعقوب الحصاحيصا