قدم للصحيفة قريب الله حامد وهو يحمل العديد من المخترعات، جلس إليّ في ثقة وبعد أن عرّفني بنفسه سادت بيننا فترة صمت قصيرة ربما ليستجمع بعض أفكاره. تحدث إليّ في هدوء ذاكراً بأنه كان يعشق المخترعات منذ نعومة أظافره مشيراً إلى أنه تتلمذ صناعياً بالورش الميكانيكية المنطقة الصناعية الخرطوم، إذ كانت سابقاً تتبع لوزارة الأشغال ليتم ضمها لمركز التدريب المهني. وواصل حديثه بأنه بدأ بصناعة المسبوكات ثم بعد التخرُّج تلقّفه السوق فانخرط في تصنيع الإسبيرات من معاصر زيوت ، طواحين، حاصدات إلى أن تطورت موهبته عبر التجريب المتواصل. فقام باختراع إسبيرات الZY كشاحنات كبيرة ورغم كل هذا التطوُّر في مجال الصناعة -على حد ذكره- لا تعدو أن تكون هذه مجرد مخترعات بمجهودات فردية تبحث عن من يتبناها لينطلق مشروع صناعي كبير.. ويمضي في حديثه بأنه صنع من الحديد الخردة إسبيرات بصات حديثة وشاحنات رينو وطلمبات مياه الشرب للريف والحضر مسترسلاً بأنه كان يصنع هذه الإسبيرات من داخل منزله إذ ليس في مقدوره أن يؤسس ورشة كبيرة لتصنيع هذه الإسبيرات بشكل تجاري وفق ما أشار. وفي اتجاه آخر من حديثه قال بأنه ذهب إلى الأستاذ بدر الدين سليمان حينما كان وقتئذ وزيراً للصناعة حيث كانت الوزارة تطرح بقوة مشروع الاستراتيجية الشاملة عرض عليه ملف كامل بكل مخترعاته وهو يتضمن بحثاً لقِطع غيار الحاصدات ويضم أيضاً خمس مخترعات وقد تم تسجيل براءة هذه المخترعات بوزارة الصناعة، مستدركاً بأن لديه فكرة لمشروع صهر المعادن من حيث تقليل تكلفة الإنتاج، مشيراً إلى أن لديه براءة اختراع لفرن يعمل بدون بوتقة وهو مصمم لصهر المعادن يعمل بالغاز تفادياً لانبعاث الغازات. حُبس الملف بوزارة الصناعة حتى اللحظة إذ أن الآلية المكوّنة من الغرف الصناعية والصناعات الصغيرة غير مفعّلة مما أسهم في وأد مشروعي الصناعي في مهده.. وفي معرض حديثه أنحى باللائمة على الغرفة الصناعية والصناعات الصغيرة التي تجهل تبني مثل هذه المخترعات لتطويرها عبر أرضية صناعية ثابتة إذ من خلال هذه المخترعات يمكن تشغيل المصانع الكبيرة لتصنيع مثل هذه الإسبيرات والتي توفّر للدولة عُملة صعبة تُغنيها عن استيراد مثل هذه الإسبيرات، متواصلاً في حديثه بأنه ظلّ يتردد على وزارة الصناعة متابعاً ما تم بصدد مخترعاته آنفة الذكر هذه الا أن الروتين وقبضة البيروقراطية القوية أبقت ملفي يربض بالوزارة، الأمر الذي جعله يطرح هذا السؤال: هل ذهبت مخترعاتي هذه أدراج الرياح؟ تطرّق في حديثه بأن لديه مسبك تقليدي صممه بطريقة علمية حديثة ثم عدّله كثيراً ليقابل تقليل التكلفة -على حد ذكره- كما صمم بعض الأفران لصهر الذهب تعمل بالغاز أيضاً. ولكن الإشكالية تكمن وفق ما أشار في عدم وجود المكان المناسب الذي يستوعب مثل هذه الفرن وذلك لضيق إمكانياته المادية لتأجير مثل هذا المصنع.قال طرحت هذه الفكرة لإتحاد الصناعات الصغيرة فلم يأبهوا للمشروع كثيراً فتبين لي أنهم أبعد ما يكون عن فكرة اختراعاتي هذه أو حتى تصنيع قطع الغيار على أسوأ افتراض. لذا أناشد كل من له إهتمام بالمخترعات الصناعية أن يتبنى مشروعي هذا..