{ أشرت في اليوم التالي لوفاة إيداهور وعبر هذه المساحة الى التعامل المتواضع لقناة السودان مع الأحداث التي صاحبت وفاة النجم النيجيري.. وكان أكثر ما غاظنا، كمتابعين، أن التلفزيون القومي قام ببث المسلسل العربي وكأن شيئاً لم يكن.. وختمت تعليقي بالقول: سننتظر نهاية الإسبوع لنتابع الأحداث المتعلقة بوفاة إيداهور عبر برنامج عالم الرياضة..!! { وفعلاً بالأمس، وبعد الهنا بسنة، تابعنا التغطية الشاملة والكاملة لوفاة اللاعب عبر التلفزيون القومي وكنا تابعنا ذات الأحداث عبر إحدى القنوات الفضائية وبسيناريو أكثر تأثيراً وأبلغ عمقاً من ذلك الذي تابعناه أمس.. وكأن أسرة البرامج الرياضية بالتلفزيون تخرج لسانها للمشاهدين لتؤكد حقيقة هي في الأصل مؤكدة وتقول إننا لا نعرف التعامل المهني مع الأحداث.. ولأننا كذلك فإن المتلقي السوداني يلجأ للقنوات الفضائية الأخرى لمعرفة الحقيقة والمتابعة الدقيقة..!! { في ليلة وفاة إيداهور حرصت على التنقل بين القنوات الفضائية الأخرى فوجدت مساحة للخبر أكبر وأعمق من تلك التي خصصتها القنوات السودانية والتي تعاني من عدم وجود برامج متابعة ليلية، فمثلاً إذا حدثت وفاة أحد اللاعبين في بداية الإسبوع فعلى المشاهدين السودانيين الانتظار الى نهاية الإسبوع لمتابعة التغطية في البرنامج التقليدي وبصورة أكثر تقليدية..!! { ولو حقق أحد الرياضيين إنجازاً عالمياً باسم السودان فما عليك عزيزي المشاهد السوداني إلاّ الاجتهاد في سبيل نتابعة إنجاز بلدك عبر القنوات الأخرى لأن قنواتنا لا تملك الأدوات التي تساعدها على تتبع الأحداث وهي بالتالي غير مواكبة ولا تعرف شيئاً عن ما يسمّى بالمهنية..!! { تغطية المباريات بكاميرا واحدة حمل لنا معه فضيحة تابعناها أمس عبر برنامج الرياضة الإسبوعي حيث توقفت الكاميرا الوحيدة ووقع اللاعب إيداهور خارج إطارها بدون أي متابعة.. ليس ذلك فحسب وإنما قام المونتاج بدور كبير في قص الكلمات التي كان يتفوه بها معلق المباراة لإخفاء السقطات الكبيرة التي وقع فيها ووقعت على أسماع الجميع كالصاعقة..!! { لقد قامت الأجهزة الإعلامية الأخرى، غير التلفزيون، بتغطية الحدث المتعلق بوفاة إيداهور بصورة أكثر من رائعة وبقي التلفزيون القومي وبقية القنوات يعرضون، كعادتهم، خارج الحلقة وذلك ليس بغريب عليهم فقد تعودوا عليه ولم يفكروا مجرد التفكير في تغيير الصورة القاتمة والتي ستظل علي حالها الى أن تقوم الساعة..؟!! { لن نقول إنها التقليدية أو الاحتكارية حتى لا يتهمنا البعض بالسعي للحصول على منصب ما داخل إدارة البرامج الرياضية في القنوات السودانية لكننا سنكتفي بالملاحظات العامة التي تحدث عنها الشارع الرياضي والذي لا يرغب أفراده في مناصب ولا كراسٍ.. لقد كان الاستياء هو السمة المشتركة لدى كل المشاهدين اللهم إلاّ السادة المسؤولين في إدارات البرامج الرياضية والذين يرون أنهم قاموا بواجبهم على أكمل وجه مع أن الحقيقة غير ذلك تماماً.. { كشفت وفاة إيداهور ما ظللنا نردده باستمرار عن الضعف الكبير في الإعداد والفقر الذي يصل لحد الإفلاس في الفكر والموهبة بين الذين يديرون العمل في إدارات الرياضة، ولا نقول الواسطة لأن ذلك يدخلنا في دوائر الأشياء المحظورة التي لا نود الدخول الى دائرتها على الأقل في الوقت الحالي..!! { تلقيت العديد من الاتصالات يوم أمس من جانب القراء الأعزاء والذين أشادوا بما كتبت في هذه المساحة بعدد الأمس تحت عنوان (طاقية ده.. في راس داك) ولا أملك إلا التقدم بالشكر لكل من اتصل سواء أولئك الذين أشادوا أو حتى الذين أبدوا اعتراضهم على كلماتي، ويكفيني فخراً أن هنالك صدًى لكلماتي خاصة وأن شعاري الاختلاف لا ولن يفسد للود قضية.. { ولا أنسى التأكيد للكل القراء الأعزاء الذين استفسروا عن رسائلهم التي لم تنشر بأن الأيام المقبلة ستحمل معها نشر العديد من الرسائل التي نراعي في نشرها عدم الخروج من إطار الزمن..!! { شكراً جزيلاً لكل من أرسل أو اتصل مستفسراً، مع الأمنيات أن نكون عند حسن ظن جميع القراء حتى أولئك الذين لا يتفقون معنا في الآراء.