{ لن يفوز الرئيس المرشّح «عمر البشير» في انتخابات رئاسة الجمهورية بالادعاءات والخطب الحماسية التي يطلقها (بعض) قادة المؤتمر الوطني هذه الأيام، كما أن النسبة المئوية التي أعلنها الدكتور «نافع علي نافع» نائب رئيس المؤتمر الوطني أمس وهي (80%) لفوز «البشير»، تبدو غير منطقية، ولا علاقة لها لا بالحسابات، ولا بالسياسة..!! { فالمرشّح «ياسر عرمان» يعتمد على صناديق (شبه مقفولة) في جنوب السودان، والتجارب السابقة طوال الخمسة أعوام الماضية، أكدت أن «الحركة الشعبية» لا عهد لها.. ولا أمان.. فإذا فتحت الباب واسعاً لحملات «البشير» في الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل، فهذا لا يكفي لدحض معلومة أساسية ومركزيّة مفادها أن الجنوب كل الجنوب يخضع لسيطرة كاملة سياسية وعسكرية وأمنية لقوات الجيش الشعبي.. { إذا رفع «الجيش الشعبي» بنادقه وقال للجنوبيين كل الجنوبيين صوِّتوا ل «عرمان»، فلن يصوِّتوا لغير «عرمان».. وما حدث في احتفال «الرنك» أمس بحضور الرئيس البشير من إزالة للافتات المؤتمر الوطني وشعاراته يؤكد ما ذهبنا إليه.. وهذا هو الواقع الذي لا يريد أن يفهمه نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية.. { وإذا كانت مفوضية الانتخابات تؤكد أن المواطنين المسجّلين في الجنوب حوالي (أربعة ملايين) يمثلون 25.2% من إجمالي الناخبين في الجنوب، هذا غير الجنوبيين المسجلين في شمال السودان.. فإن قيادة الحركة والجيش الشعبي إذا قررت قبل الانتخابات بيوم واحد أنها (ستغلق) صناديق الجنوب على مرشحها لرئاسة الجمهورية، فهذا يعني أن «عرمان» سيحصل على نسبة 25% من أصوات الناخبين في السودان، علماً بأن احتمالات التزوير في الجنوب تبدو أكبر منها في الشمال.. وبالتالي.. ستأتي النسبة كاملة.. أو شبه كاملة، لأن «الحركة الشعبية» ذاكرت جيداً وذاكر معها (المجتمع الدولي) في «نيفاشا».. ودكتور «نافع» كان جزءاً لا يتجزأ من «نيفاشا».. فقد كان يرابط هناك لأشهر.. { وعودة للحساب، والمنطق، فإن حصول «عرمان» على «25%» من أصوات الناخبين مع تنازل «الحركة الشعبية» عن أصوات مئات الآلاف من الجنوبيين المقيمين في الشمال لصالح المرشح «عمر البشير».. فهذا يعني فوز البشير بنسبة 75%. { هذا إذا اعتبرنا أن المرشح «الصادق المهدي» بكل ثقله وتاريخه وإرثه لن يحصل على صوت (واحد) في كل ولايات الشمال، كما لن يحصل «حاتم السر» مرشّح الاتحاديين على صوت (واحد)، بالإضافة إلى حصول بقية المرشحين على «صفر كبير»..!! { فمن أين جاء الدكتور «نافع علي نافع» بنسبة «80%» التي أعلنها على الملأ أمس..؟! { إذا كانت بعض قيادات الحركة بمن فيها الفريق أول «سلفاكير» قد وعدت بإفساح المجال (واسعاً) لانتخابات حرة ونزيهة يصوّت فيها الجنوبيون ل (القوي الأمين)، فقد كذبوا من قبل مرات ومرات.. ومن يصدقهم فقد غش نفسه.. وضَّلل حزبه.. وجماهيره!! { أنا واثق أن «البشير» سيفوز، ولكن ليس بنسبة «80%» التي يرددها د.«نافع» في كل مكان وزمان..!! { والأحزاب لن تسقط في الانتخابات وستسقط لا محالة إذا استمر الحال على هذا المنوال لن تسقط لأنها بلا قواعد، والاستقبالات الجماهيرية الحاشدة للسيد محمد عثمان الميرغني في شرق السودان قبل أيام كشفت أنه مازال هناك ولاء تقليدي راسخ على الأقل للحزبين الكبيرين (الاتحادي) و(الأمة القومي).. { «البشير» سيفوز لأنه مقبول ومحبوب، وليس لأن «المؤتمر الوطني» قد أنجز.. وأعجز.. لكننا لا نريد للبشير أن يفوز بنسبة «60%».. نحن نريده أن يفوز بالإجماع الوطني.. أن ينسحب له الإمام «الصادق المهدي»، وينسحب له الأستاذ «حاتم السر»، وعندما يفعلان سينسحب «عرمان» وبقية المرشحين.. كيف يكون ذلك.؟! غداً نواصل