الأخ الاستاذ/ أبشر الماحي صاحب عمود «ملاذات آمنة» وربنا يجعلنا دائماً من أهل الملاذات الآمنة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولعلها المرة الثانية، أكون مشاركاً عبر عمودك المقروء، الذي جاء فيه بتاريخ 13 مارس 2010م العدد (83) بعنوان «إقصاء البشير مهمة شاقة» وهي فعلاً شاقة للغاية للذين يحلمون بذلك، سوف ينتظرون كثيراً. وكما ذكرت لم تبدأ مع تشكيل ما يعرف ب«تجمع أحزاب جوبا» ولكنها بدأت منذ الأسبوع الأول لقيام ثورة الانقاذ وتطرقت لهذه المسيرة بتسلسل جاذب للانتباه وشيق جداً وربط الأحداث ببعضها بصورة محكمة، الى أن وصلت لمرحلة الانتخابات الشهر القادم، عندما أهدى حزب المؤتمر الشعبي «الساحة الداخلية». فكرة هائلة ربما تفضي الى اقصاء البشير في الانتخابات المرتقبة، اذ تتلخص أطروحة المؤتمر الشعبي في ثقافة «تشتيت الأصوات» على أن يترشح امام الرجل البشير لله دره مجموعة مرشحين للأحزاب المعارضة، حتى لا يتحصل الرجل على الأصوات التي تؤهله الى رئاسة الجهمورية، ومن ثم يذهب القوم الى جولة فاصلة تتواضع فيها المعارضة على مرشح واحد في مواجهة المواطن عمر حسن أحمد البشير. ولما ذكرت أسوأ شيء في «أطروحة تشتيت الأصوات» هذه هي تراجع البرامج والأطروحات مقابل هدف واحد. على أن يبقى الهدف الكبير لهذه الأحزاب هو «اقصاء المشير البشير» ولا شيء غير اقصائه. وتساءلت إن كان هذا الهدف سيطرب عامة الجماهير التي تنتظر «الخبز والدواء والتعليم» وكما ذكرت الجماهير لا يطربها بطبيعة الحال ان يتعارك الزعماء حول مقعد الرئاسة. وأي الزعماء: انهم جيل حنتوب الذي يود أن يحكم السودان من المهد الى اللحد، وعواجيز السياسة والسياسيين، وأخيراً توسلت لله بالدعاء: «اللهم إن كانت مصلحة عبادك السودانيين في حكومة تأتي بمجهودات السيد أوكامبو وواشنطن وباريس وأحزاب جوبا، فقدرها لنا، وإن كان في ذلك شر لنا في دنيانا وآخرتنا وعقيدتنا وديننا فاصرفنا عنها واصرفها عنا. انك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير». ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. نعم.. يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين. وكما يقولون أخي أبشر الصدمة القوية اذا لم تقضِ عليك فإنها تقويك. وهذا ما حدث للانقاذ منذ فجر الثلاثين من يونيو 89. والى يومنا هذا اذا اجتمعت واحتشدت المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة على أن تقضي على هذا النظام. أفشل الله سبحانه وتعالى كل محاولاتهم البائسة. رأفة بهؤلاء الصادقين الطاهرين الركع السجود ألا وهم الجسم الرئيسي للانقاذ من عمر البشير مروراً بعلي عثمان، أحمد علي الإمام الرجل الصالح، ابراهيم أحمد عمر والقائمة تطول وتطول الى أن تنتهي بأصغر كادر في الحركة الاسلامية لا نعلمه لكن الله يعلمه. وأسأل وغيري يسأل أيضاً، أين هو حزب المؤتمر الشعبي والذي أهدى الساحة الداخلية الفكرة الهائلة؟، وأين وجوده في الساحة السياسية، وأين قيادته؟ وأية ساحة حتى لو كانت صغيرة في نفوس الجماهير.. وأمينه العام.. ممتلئ قلبه حقداً وحسداً، وكل همه الشخصي ازاحة البشير عن السلطة، بعد أن ازاحه منها، نزعها الله سبحانه وتعالى وهو كان حاكم السودان الأوحد، والبقية حيران. وأين هذه الأحزاب، بل ما هو حجم الاصوات الى أن تتشتت. يا أخي أبشر، لا توجد أحزاب من أصله، بعد أن انشطرت وتصدعت وانهارت، وماتت وشبعت موتا، وتفرق دمها بين القبائل، أحزاب عبارة عن دور خربة ويافطات باهتة وكبار سن لا حول لهم ولا قوة. بعد ان انفضت جماهيرها وقواعدها. واصبحت لا جماهير تسندها ولا قاعدة تقف عليها وهي غير جاهزة لخوض هذه الانتخابات بعد ان عرفت وزنها وحجمها. وقد كان الرفيق نقد صادقاً مع نفسه وشجاعاً عندما تنبأ بفوز المؤتمر الوطني بل أعلن بأنه سوف يعطي صوته للبشير والآن يا أخي أبشر، الرئيس عمر البشير مدعوم بشعبية كل الشعب السوداني يقف حول البشير.. المختلفون معه والحاقدون عليه والكارهون لحكمه بالمرة. وقد صدق الاستاذ عبد الرحمن الزومة حينما قال إن الانقاذ استقطبت ناسا من خارج الحركة الاسلامية ومن خارج المؤتمر الوطني وكثيرا ما نسمع «والله أنا بكره الانقاذ ولكن لا أعطي صوتي إلا للبشير». الانقاذ شردتنا وجوعت أولادنا وفصلونا من شغلنا وقطعوا عيشنا وقطع الاعناق ولا قطع الأرزاق، ولكن بالرغم من ذلك ما بدي صوتي إلا للبشير. أخي أبشر الرئيس عمر البشير، محبوب لدى شعبه جداً يمتاز بالبساطة والتواضع مع شعبه. واتحدى أي رئيس في العالم كله، ان يتجول ويحوم وسط شعبه كما يفعل الرئيس عمر البشير واتحدى أي رئيس في العالم أجمع، أن يشارك شعبه افراحهم واتراحهم كما يفعل البشير الآن. من هو الرئيس الشجاع الذي يدعو جماهيره للاقتراب منه، كما يفعلها في استاد الهلال وقد كنت شاهداً على ذلك؟. وفي كثير من المناسبات الجماهيرية وقد كتبت في احدى الصحف وطالبت رئيس الجمهورية صراحة ان يستقل عربة مكشوفة وبدون ترتيب ويحوم في أحد الشوارع ليضيف بياناً بالعمل ويميز شعبيه. وقد كان ما تمنيته عقب صدور قرار الجنائية، عندما خرجت مدينة أم درمان عن بكرة ابيها وبدون تخطيط، واحاطت بعربة البشير المكشوفة ولم يصل منزله الا بعد قرابة الساعة. ويا أخي أبشر اذا في (زول) ساكت متهم بشيك طائر ينفض عنه الناس.ولكن قرار الجنائية زاد التفاف الشعب السوداني حول البشير، وازدادت شعبيته وحبه وسط الجماهير. حدث عكس ما كان يريدون. وليس أخيراً، هذه الاحزاب الى هذه اللحظة متمترسة عند محطة العام 86. ولكن تغير الحال تماماً وتبدل. كاتب هذه الأسطر، من أسرة ختمية، تدين بالولاء المطلق لطائفة الختمية وحزبها الاتحادي الديمقراطي «قرية الزومة» مقفولة والزومة (لسيدي) مسجلة و(الزومي ضايقي) الآن قادة الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني هم ابناء هؤلاء الختمية. وأخيراً تأجيل الانتخابات الحكومة القومية كل هذا فرفرة وزمزقة، ولجلجلة وهروب من معركة الانتخابات القادمة، الحامية الوطيس. وفوز البشير مسألة وقت وإقصاء البشير مهمة شاقة، فلا نامت أعين الجبناء. ابوبكر عثمان الزومة