{ ليس من مصلحة البلاد والشعب السوداني الكريم، ولا من مصلحة الديمقراطية الرابعة أن ينسحب حزبا «الأمة القومي» و«الاتحادي الديمقراطي الأصل» من الانتخابات، لأنها ستكون انتخابات موجّهة.. لا قيمة لها.. لا لون.. ولا طعم.. ولا رائحة.. { أمّا حزب «المؤتمر الشعبي» فما زالت تعتقد قيادته بإمكانية تحقيق نظرية (تشتيت الأصوات) حالمةً بسقوط المرشح «عمر البشير» في الجولة الأولى بعد حصوله على نسبة دون ال «50%»..!! { ولابد أن أذكّر الشيخ «الترابي» هنا بوقائع اجتماع هيئة شورى المؤتمر الوطني في العام 1999، قُبيل إعلان قرارات الرابع من رمضان، ووقتها قالت تقارير وتحليلات مساعدي (الشيخ) بأن نتيجة التصويت داخل الشورى ستكون لصالح الزعيم التاريخي للحركة الإسلامية.. فإذا بالتقارير تكذب.. وإذا بالتحليلات تخيب.. وإذا بالشورى تناصر الرئيس «البشير».. { لن يسقط البشير إذا جاءت الانتخابات نزيهة أم غير نزيهة.. هكذا قال محلِّل ومراقب أمريكي.. ولم أقل أنا.. { وليس من مصلحة الوطن والديمقراطية أن يسقط «البشير» لأسباب عديدة متعلقة بالأمن والاستقرار، وأخرى مرتبطة بالممارسة السياسية في بلادنا التي ستكون محكومة ومحاكمة بأجندة محكمة غربية استعمارية اسمها المحكمة الجنائية الدولية.. { أليست منقصة لأي زعيم (سوداني) أن يفوز بكرسي رئاسة الجمهورية، فقط لأن تلك المحكمة الغربية (المُسيّسة) أصدرت قراراً بالقبض على الرئيس (السوداني) السابق..!! { وهب أن المحكمة نجحت في توقيف «البشير»، وفاز السيد «الصادق المهدي»، أو الأستاذ «ياسر عرمان»، فهل يشرّفهما كسودانيّيْن أن يُقال ويُردد أن الرئيس السوداني (السابق) رهن الحبس في دولة أوربية لإدانته بجرائم حرب - حسب زعمهم..!! { أيّ ضمير وطني أمين يمكنه أن يقبل بوضع كذاك المستحيل.. الذي أشرنا إليه؟! { السيد «محمد عثمان الميرغني» أعلن مبكراً وقوفه ضد «الجنائية».. والسيد الصادق المهدي لا يؤيد الجنائية واقترح محاكمات مختلطة، والشيوعيون والبعثيون الوطنيون أيضاً ضد الجنائية.. وكافة فئات الشعب السوداني الحية ضد الجنائية.. فهل يسقط «البشير» لتفوز الجنائية.. ليفوز الاستعمار بوجهه الجديد.. القبيح..؟! { لقد طرح الإمام «الصادق المهدي» قبل أسابيع فكرة انسحاب المرشحين لرئاسة الجمهورية والتوافق على مرشح (واحد).. وهي لعمري فكرة راجحة وصائبة.. ورغم أن إشارات (الإمام) كانت تلمّح إلى ضرورة انسحاب «البشير» و«عرمان» والبقية الباقية، إلاَّ أن واقع الحال يقول باستحالة انسحاب «البشير» لأسباب كثيرة أهمها أهمية توجيه رسالة وطنية عبر الآليات الديمقراطية من الشعب السوداني إلى من يهمه الأمر من بقايا المستعمرين في ما وراء البحار.. { إذن هو مشروع (وطني) لا علاقة له (بالمؤتمر الوطني) الذي يقوده د.«نافع علي نافع» بالتهديد والوعيد.. لا بالسياسة.. والكياسة..!! { نافع يقول لهم (الفتر يمرق).. ونحن نقول لهم: أنتم الكبار.. أنتم الوطنيون الأحرار.. صدقاً.. لا تملقاً.. واقعاً لا خيالاً.. نقول لهم: «البشير» أخوكم وابن اخيكم.. والسودان وطنكم الذي حررتموه قبل أربعة وخمسين عاماً.. حرّره الإمام عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني.. والزعيم إسماعيل الأزهري.. { أنتم الوطنيون الشرفاء.. لم تمتد أياديكم إلى المال الأجنبي.. ولو فعلتم لأغرقتم الخرطوم بالدولار.. ولامتلأت شوارعها بلافتات مرشّحيكم المُعلّقة والمضيئة التي تكلف (الواحدة) منها مليونين وثلاثة ملايين من الجنيهات.. { الدولار لا يعرف الاختباء.. وحملة «الصادق المهدي» تكشف فقره و(فَلََس) حزبه العريق.. ومرشح الاتحاديين للرئاسة الأستاذ «حاتم السر» لا يملك حتى سيارة «أتوس».. فأين مال السفارات الذي يتحدّثون عنه؟! نواصل