كانت لمحة مني إلى شاشتنا البلورية في زمان ما حينما سمعت أحد فنانينا يردد أغنية أو نشيداً لا أعلم! وما استوقفني فيه أنه يتحدث عن العديد من المشاريع المربحة في نظره غنائياً والمربحة لفئة محدودة واقعياً والخاسرة بالنسبة لمعظم (مهدودي) الدخل القابضين على جمر الصبر. هل الجوع يعني عدم أكل الفراخ والحمام، المحشو منه والمحمَّر، والجاتوهات ذات الطوابق والسجق والبسطرمة فقط؟ هل الجوع يعني عدم تناول المشروبات المعلبة المستوردة؟ هل الجوع يعني عدم اقتناء الفارهات، مثنى وثلاث ورباع؟ أُسرة لا تستطيع طوال اليوم سوى أن تتناول وجبة واحدة وبالكاد تُسمَّى وجبة ماذا تسمِّى ذلك أيها المغنِّي؟ إن معظم المرضى الذين يلزمون أسرَّة المستشفيات هل تدري ماهو مرضهم الحقيقي؟ إنه الجوع. هل تدري لماذا تنهزم فرقنا الرياضية في المنافسات الدولية؟ للهزال في اللياقة، أي إنه الجوع. هل تدري لماذا (حميرنا) تجر أرجلها جراً، وطيورنا الداجنة (البيتية) أصبحت لا تبيض كثيراًَ؟ إنه الجوع. هل تدري لماذا أصبحت (الصقور) وثيقة الصلة بالسهول والجبال فقط وما عادت ترفرف بأجنحتها في فضاء أريافنا ومدننا؟ إنه الجوع. أيها الفنان ليتك تعود إلى الفن الأصيل الصادق فن هموم الناس وليس فن الشعارات؛ لأن الفن لا يعيش على موائد الشعارات الزائفة. هل تدري أيها الفنان أن الغناء الأصيل فيه مضاد حيوي للجوع؟! (2) ما يدور في ساحتنا السياسية الآن يشبه خريف العام الماضي.. مجرد أعاصير ترابية لا يتمخض عنها سوى إرزام رعد ورذاذ خفيف ويعقب ذلك (كتمة) تجعل أسلاك الكهرباء تتمدد ثم تتعانق مما يؤدي الى انقطاع التيار الكهربائي. و(الكتمة) تؤدي أيضاً إلى خروج (النمل أبو ريش) من بيوته ليمارس اللّسع عشوائياً!! ومازال اللهاث من اللحاق بوفاق قومي يراوح مكانه.. قيام ملتقى.. تأجيل ملتقى.. قعوده!! ومع كل ذلك نلقى باللائمة ونصب جام غضبنا على الغناء الهابط.. لماذا نطالب أهل ذاك المغني بأن تكون كلماتهم (نزيهة) من غرض ماهو (هابط) ونحن نشهد تراجعاً حقيقياً في السجالات السياسية كيف تنصلح (مشية) الغناء وحواراتنا السياسية عرجاء؟ فسجالات الهواء الطلق بين المؤتمر الوطني والمعارضة تقبض على مفاصلها (الكتمة) والكتمة تخرج نمل التحالفات المؤقتة (أبوريش) و(أبو من غير ريش) ليقوم باللسع. { مسطول سأل مسطول تاني: ليه دايماً بتطلع من الشباك؟ فرد عليهو التاني: لأنو الدكتور قال لي ما تطلع من (الباب) لمدة شهر؟!