{ لم تستطع الكثير من الأقلام التي تكتب في الفضاء الفني مغادرة (متردم) سفر وعودة عشر مغنيات زغب حواصلهن في الفن، ولم يتحصنّ بعد من أمراض طفولة الغناء الستة.. عشر نستكثر على الواحدة منهن أن نطلق عليها حتى كلمة (مغنية) ومع ذلك أصبحت أغلب الكتابات في هذا الصدد (تسهر جراهن وتختصم) بل استطاعت مغناطيسية الواقعة أن تجر إليها آراء عدد من فنانينا الكبار ليصدروا (فتواهم الفنية) في تلك الرحلة إياها مستلين سيوفاً خشبية يحاربون بها طواحين هواء قضية لا تستحق كل هذا الحبر المدلوق عليها. المثير للانتباه أنه تم زج رأي ديني في هذا الأمر كسلاح آخر على وجه الخصوص لإدانة مغنيات يافعات لا يعرفن حتى الفرق بين كلمتي (مغنٍّ) و(فنان) ناهيك عن معلوم الشريعة. ويثار سؤال هنا: هل الدافع إلى استنطاق عالم من علمائنا في المجال الديني حول تلك الرحلة للوصول إلى (التجريم) و(التحريم) هل المقصود به غاية دينية سمحة، أي فيه غيرة دينية أم أن الاستنطاق يهدف فقط إلى (الإثارة) أو على حد قول د. البوني في عموده (حاطب ليل) والذي أورد فيه أنها (مكايدة فنية)!! إن المغنيات العشر ورحلتهن إلى (ميدوغري) على متن دعوات الشريف لا تخرج عن نطاق أن الرحلة كبش فداء لتغطية عورات كثيرة في الساحة الفنية ولعل أقربها إلى الذاكرة مدى إسهام فنانينا الكبار في الغناء خارج فضاء الوطن وتأكيد وجودهم على الفضائيات أم أننا مازلنا نقف عند محطة (المامبو سوداني)؟! يجب على المغنيات العشر إياهن الاستفادة من ذاك الجدل الصاخب الذي صاحب زيارتهن تلك حتى يستطعن إعادة تشكيل وجدانهن ووعيهن بغناء يشكل علامة فارقة في مسيرتهن الغنائية وإلا أصبح الأمر كله (دق دلاليك!!). { وبينما أقلامنا مهمومة بفيل لا نطعن في ظله بل نطعن فقط في ظل ذيل الفيل؛ تتفجر أسئلة كثيرة في عدد من المجلات والصحف العربية حول مسلسل (الجماعة) الذي عُرض في رمضان الماضي بعدد من القنوات الفضائية، ذاك المسلسل الذي تعرض لفترة تاريخية في مصر موثقاً لشخصية حقيقية ألا وهو (حسن البنا) ومدى تأثير (الجماعة) في الحراك المجتمعي المصري. ولعل مما يحسب لهذا المسلسل من إيجابيات كثيرة أن نشير فقط أنه عرّف الأجيال الجديدة بأشياء كثيرة عن الأخوان المسلمين في مصر وما كان سائداً من أفكار لديهم في تلك الحقبة. إن المسلسل مكسب للدراما المصرية خاصة والعربية عامة، هل أدركتم لماذا الفن في عدد من الدول العربية متقدم والفن عندنا متراجع؟! { مسطول بيسأل مسطول تاني: نقطة سودا على الحيطة شنو هي؟ أجابه المسطول الثاني: نملة لابسة جينز!!