ما تقوم به السيدة عواطف إبراهيم في منزلها الكائن بالحارة 62 شيكان، تجاوز مقدرات وتوصيات جهات عديدة أنشأتها الدولة لمساعدة الأطفال. ففي عام 98 بدأت بجمع الفاقد التربوي في أحياء العشوائي المجاورة لمنزلها لتدريسهم في ساحة مسجد الحي وتجاوز عددهم وقتها 460 طفلاً وطفلة وعملت على تحويلهم لمدرسة (أساس) بالحي بمعاونة السيدة فاطمة مكي حيث خصصت صالون منزلها الذي لم يكتمل بعد لاستضافة (86) من الأطفال بصورة يومية وتقوم بتدريسهم مقرر (اليافعين) الذي يسمح بتحويلهم إلى مدارس نظامية في حال نجاحهم. وظلت تعمل (مجاناً) دون تكليف أهالي الأطفال بأي رسوم، هي والمتطوعات معها (مها عثمان، زاهية دانيال، عائشة محمد علي). وتقول بعد عامين من بداية عملنا جاءت جهات عديدة بينها مجلس الدعوة الذي خصّص لي راتب 60 جنيهاً شهرياً وقدم لنا تعليم الكبار 50 جنيهاً ومجلس الطفولة 50 جنيهاً أخرى. ولكن المساهمة الحقيقية لعملنا الطوعي كانت من السيدة الفضلى (نجوان عبد الحميد) التي كانت تجلب لنا الكتب والحلوى في الأعياد بانتظام إضافة لملابس العيد للأطفال. وبمساعدتها قمنا بتدريب (28) صبياً على ميكانيكا السيارات وقمنا بتمليكهم (شنط) عمل وقمنا بتشغيلهم في ورش الجيش والسوق. وأبدت منظمة مرصد رغبتها في إقامة دورات تدريب مهني للأولاد وأعمال يدوية للبنات. والأطفال يحضرون إلى صالون (عواطف) من (8) حارات مشياً على الأقدام، فكل ما تأمله أن تجد من يعينها على بناء ولو (مظلة) في قطعة الأرض التي خصصتها اللجنة الشعبية لهم كمركز لتدريس اليافعين بعد أن تزايدت أعدادهم واضطرت إلى فصلهم في دورتين صباحية ومسائية ولسان حالها يقول «وإن أجريَ إلا على الله رب العالمين». ملاحظة: عواطف إبراهيم موظفة سابقة ببنك الإدخار اختارت المعاش الاختياري لتقيم بمنزلها الحالي. ٭ حلمها بمساعدة الأطفال الفقراء تحقّق كما تقول عندما وجدت نفسها تعيش بحي شعبي يجاور سكن عشوائي ملئ باليافعين من أبناء المحتاجين. ٭ صالون عواطف سيظل فصلاً دراسياً حتى تنجح في بناء (مظلة) تأوي الأطفال في المساحة التي خصصتها لها اللجنة الشعبية.