الوحدة والانفصال مصطلحان عبرت عنهما اتفاقية السلام الشامل، فالذين يدفعون باتجاه الوحدة يتحدثون عن واقع نعيشه الآن ، والذين يتحدثون عن الانفصال يحاولون رسم ملمح للأفق البعيد لما يمكن أن يكون عليه الحال بقيام دولتين في السودان. وما بين هذا وذاك لابد من ذكر وقائع محددة، فالوحدة، خياراً جاذباً، كانت هي رغبة واختيار الجنوبيين، فكان اختيار الأكثرية الجنوبية في العام 1947 عندما اسس الاستعمار للانفصال بما اختطه واستنه من سياسات بما في ذلك سياسة المناطق المقفولة. إذن مطلوب بل ومن أوجب الواجبات أن يكون هناك إجماع وطني حول هذه القضية، وتلك هي قضية الوحدة الوطنية ، وبالتالي فطالما ارتضينا كقوى سياسية التوجه الديمقراطي يجب علينا جميعاً أن نسعى جاهدين بمختلف الاتجاهات اليمينية واليسارية والوسط لأن نُحدث الإجماع الوطني حول الوحدة الوطنية، حتى نجبر أصدقاء وشركاء نيفاشا على تأييد وقبول ودفع الرغبة السياسية العارمة هنا، فنحن نعلم أن اتفاقية نيفاشا فيها الطابع الوطني القومي والطابع الاقليمي والدولي وهي قد ارتفعت فوق ذلك كله، وبالتالي هي لم تكن تعبيراً وطنياً خالصاً مائة بالمائة، فيها ما هو وطني وما هو إقليمي ودولي ومحتسب على القوى الخارجية والمستوى العالمي عموماً، وهذا الطابع الموجود في نيفاشا وحولها لا فكاك منه ، عليه يجب أن نعمل سوياً ونختار طوعاً وعن رغبة وطنية وقناعة سياسية الطابع الأول الذي هو الطابع الوطني المحتسب لمصلحة القوى الوطنية، فمعاً لحمل نيفاشا جميعها نحو الوحدة، وفي هذا يكون انتصار الإرادة السياسية السودانية.