} وصلتني رسالة مليئة بالشجن من القارئة نعمى يوسف مصطفى تتحدث فيها عن ضرورة تكريم البلابل باعتبارهن من رائدات الفن السوداني، وباعتبار أنهن قد جمّلن دواخلنا بأروع وأعذب الكلمات والألحان ومن حقهن علينا أن يُكرّمن بالصورة التي تليق بتاريخهن وعطائهن الممتد حتى الآن. } ومن جانبي أقول للأخت نعمى إن البلابل حالة استثنائية لو أنها كانت في بلد آخر لدخلن موسوعة (جينيس) من أوسع أبوابها، لأن فترة توقُّفهن لأكثر من عشرين عاماً في ظل حجب أجهزة الإعلام لأعمالهن، لكانت كفيلة بأن تنتهي مسيرتهن عند ذاك الحد، ولكن.. عودتهن بقوة ليجدن كل هذا الحب والتجاوب، يؤكد أنهن استثنائيات (ما في ذلك شك)، لذلك فإن تكريم البلابل ضرورة لأن الفنان هذا الكائن الحسّاس يحُس بالألم والعذاب إن وجد التجاهل واللامبالاة من (بلده وناسه).. ولعل الحديث عن تكريم البلابل يفتح أبواباً من الأسئلة عن أحقية الفنان في أن يجد التكريم، بل وسؤال أكثر أهمية عن متى وكيف يُكرّم الفنان أو المبدع؟ فإذا وضعنا في الاعتبار أن هذه الفئة هي الوحيدة التي تعمل بدوام كامل العمر بطوله دون اجازات أو نهاية خدمة أو مكافأة ما بعد الخدمة، فالفنان يتحمّل هذه المسؤولية الصعبة منذ أن تتفتّق موهبته ليظل وحده من يبدع ووحده من يعاني ووحده من يتحمل تبعات ما يقدمه من أعمال. ولعل الفنان السوداني هو الفنان الوحيد في العالم الذي لا يحسب خطواته بالقرش والمليم، ولا يرهن ظهوره مثلاً في البرامج التلفزيونية بمبالغ معينة. وأكثرهم مجاملة إلى حد كبير (فتلقاه) يغني في عرس هذا وخطوبة ذاك، وربما بعضهم يدفع (حق) العازفين من جيبه في الوقت الذي هو مُطالب فيه أن يؤدي دوره نحو أسرته ومتطلباتها ليجد نفسه في حالة استهلاك نفسي ومادي وهو في ذات الوقت مُطالب أن يظهر بالمظهر اللائق ويلتزم بأداء الأعمال الرصينة والرفيعة. بالمناسبة.. حدثني أحد الفنانين الشباب ممن اعتبره يحمل طموحاً مشروعاً أنه كثيراً ما يجد نفسه مضطراً أن يغني في الحفلات والمناسبات أغاني هو غير مقتنع بها ولكنه مضطر لفعل ذلك حتى يظل (في السوق) ويستطيع أن يموِّل ما ينتجه من أعمال يصنفها النُّقّاد والسامعين أنها أعمال غير هابطة وهو منطق مقبول في ظل عدم وجود رأسمال مؤسس يدعم الحركة الفنية. } في كل الأحوال أقول إن الدولة بمؤسساتها المعنية عليها واجب تحتِّمه الضرورة بتكريم الكثير جداً من الفنانين حتى ولو بتبني مهرجان كبير يُكرّم فيه العديد من الفنانين وهم قائمة طويلة لو أنني شرعت في حصرهم لاحتللت هذه الصفحة بكاملها وتعديتها للصفحات المجاورة لأنهم يُحمِّلون أعناقها ديْن مستحق هو واجب السداد وفوراً!! كلمة عزيزة } شكراً الأمانة العامة لديوان الزكاة وهم يُعلنون استجابتهم الفورية عبر خطاب رسمي لعلاج الشاعر الكبير محمد علي أبو قطاطي بعد اطلاعهم على زاوية (يا أبو قطاطي حقك علينا) مطالبين بمدهم على وجه السرعة بملفه الطبي لعلاجه بأي مستوصف طبي حتى تعود له كامل صحته. وبدوري أقول إن سرعة الاستجابة من ديوان الزكاة تؤكد أننا كإعلاميين (لا نؤذِّن في مالطا) طالما أن ما نكتبه يجد صدى لدى الأجهزة التي يعنيها الأمر. فشكراً للإخوة في ديوان الزكاة الذين جعلوا(الفينا مشهودة) كائناً يمشي بيننا وليست فقط (عنوان قصيدة) خشيت أن يأتي اليوم الذي يكون أول من يكفر بها هو كاتبها! لكن ربك ستر. كلمة أعز } بثت قناة النيل الأزرق أمس الأول حفلاً من مدينة الدوحة أحياه نجوم الغد لدفعة سابقة وهم (شريف الفحيل، ريماز ميرغني، وسارة النور)، وثلاثتهم استطاعوا وبدرجة جيد جداً أن يشوِّهوا أغنية الراحل سيد خليفة (يا وطني يا بلد أحبابي) وأخشى أن يكونوا قد أقلقوا وأزعجوا الرجل في (رقدته) بهذا الصراخ. } أجمل هدية جاءتني بالأمس قارورة عطر من ابني وضاح وهو لا يدري انه عطر أنفاسي وعبق روحي الذي تحبه!!