بينما الساعة تقترب من التاسعة مساء كانت حديقة (الديم) ذات المساحات الممتدة تضج بجمهور من شتى الفئات شهدوا كرنفال الأمل والتغيير دعماً لمُرشّح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر سعيد عرمان. وكانت المشاهد المنظورة غابة من النخيل ولافتات مضيئة تترجم حفاوة الاستقبال وضحكة منفلتة من عمر المناسبة وبتشريف عرمان وإدوارد لينو أصبح للأمسية أكثر من بُعد سياسي. في الحال جدد مُرشّح الحركة لمنصب والي الخرطوم إدوارد لينو اتهامه للمؤتمر الوطني بمحاولة تزوير الانتخابات، فأخرج الجمهور من لحظات الإصغاء النادر إلى الهتاف باسم الوطن والحرية. وجاءت الفنانة العالمية رشا شيخ الدين (تجرجر) خلفها ذلك الماضي الجميل وتغني في محفل الحركة الشعبية بعد غربة طويلة عن أرض الوطن عبّرت فيها عن موقفها السياسي الرافض للحكم بالغناء والروح المتمردة. وأطل أبوعركي البخيت على الحضور بعد غيبة طويلة عن مثل هذه المنابر وهو يرتدي بدلة (سماوية) وربطة عنق حمراء وألقى قصيدة عن الوحدة والسلام قابلها الحضور بتفاعل وحماس ثوري. مُرشّح الحركة الشعبية لولاية الخرطوم إدوارد لينو جدد الاتهام للمؤتمر الوطني بالتزوير في بطاقات الاقتراع وقال إن الحزب يمارس سياسة التزوير منذ إعلان موعد الانتخابات لعدم مقدرته على جمع الأصوات الكافية للفوز في الانتخابات على كافة المستويات، وأضاف بأنهم ملتزمون ببرنامج التغيير والأمل الذي تتبناه الحركة الشعبية، وطالب أهل المنطقة بدعم مُرشّحي الحزب لضمان حياة تسود فيها العدالة والقانون بدلاً من السياسات التى يتبناها الوطني التي وصفها لينو بالسياسات التدميرية التى أفقرت الشعب السوداني، وكشف عن لقاء كبير يعتبر أكبر حشد للحركة الشعبية في الخرطوم بعد وفاة الدكتور جون قرنق سيعقد في الأيام القادمة ووصفه باللقاء المهم، وتساءل لينو لماذا لا يتحدث مُرشّحو الوطني عن الديمقراطية في حملاتهم الانتخابية، وأشار إلى أن السودان سيكون بعد شهور في مفترق طرق، مردفاً بأنه عندما يشاهد أهل (الديم) يتذكر الشهيد علي فضل. ودلف إلى إضراب الأطباء معلناً تضامن الحركة الشعبية الكامل معهم، وحيّا الأمهات في عيدهم، مشيراً إلى أن الحركة بمجرد استلام ياسر عرمان للحكم ستحتفل بعيد المرأة لتعزيز مكانتها في المجتمع، وطالب بإعادة الميادين التى صادرتها الحكومة، وانتقد الوضع الاقتصادي في العاصمة مستغرباً كيف تكون هنالك فاتورة للمياه والناس تسكن بقرب النهرين، وقال إن الأهم من التغيير هو حمايته بالوعي الديمقراطي، مضيفاً أن زمن الخوف انتهى. لينو أشار في حديثه إلى أن المؤتمر الوطني سوف يخسر الانتخابات ولن يسلم السلطة وساعتها سوف تنقسم البلد إلى نصفين. كما وجه إدوارد نقداً شديداً لطباعة أوراق الاقتراع في المطابع الحكومية، مشيراً إلى أن صناديق الاقتراع لدارفور مرسوم عليها (شجرة) على حد قوله، قبل أن يعبّر عن رفض الحركة الشعبية لهذه الأوراق وعدم قبولهم للتزوير. مُرشّح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان خاطب الحضور بكلمة قصيرة أعرب فيها عن شكره للمبادرة الشبابية التى نظمت هذا الحفل وشكر الأستاذ أبوعركي البخيت لمشاركته لهم كرنفال الأمل والتغيير. ومن جانبه شارك الأستاذ أبوعركي البخيت بفاصل من الغناء الجميل، وجاءت القصيدة الأولى التى ألقاها في مبتدر مشاركته مالحة كالدمع وفيها روح الأسى على حال الوطن، ثم ردد في شجن عُرف به روائعه: (يا قلب أنا كنت قايلك تُبت من تعب السفر، ونورا) ليمضي الحضور لحظات من الصفاء والفرح في كرنفال الحركة الشعبية والذي كان مشهوداً وعامراً بالوجوه باهية التفاصيل والشباب الحالمين بالتغيير.