ارتفعت وتيرة الحس الانتخابي لدى المواطنين بسبب كثرة سيارات المخاطبة الجماهيرية التي تجوب أحياء الخرطوم والولايات حاملة شعارات الأحزاب السياسية المختلفة وكلٌّ يبكي على ليلاه . والمواطنون دخلوا مرحلة انعدام الوزن بعد أن سرت شائعات قوية بأن مرشح الرئاسة ياسر عرمان رصد مبلغ 500 ألف دولار (لتحفيز) كل الذين سيصوتون له في العاصمة الخرطوم. وبحثت (الاهرام اليوم) عن مصدر التحفيز المعلن لكنها لم تصل اليه. بعض منسوبي الحركة الشعبية وقادة حملتها اكدوا ان الخبر عار تماماً من الصحة وأن من أطلق هذه الشائعة المغرضة يريد تحقيق أهداف سياسية تتلخص في عرض مرشح الرئاسة ياسر عرمان بالخالي الوفاض والباحث عن الفوز بأي ثمن. فيما أكدت مجموعة من النسوة ل (الاهرام اليوم) ان أفراداً يعملون بحملة عرمان قالوا لهن (اننا سنزيل اوجاعكن اذا انتخبتنَّ ياسر عرمان وسنؤكد مصداقيتنا عند الاقتراع بحيث ستنال كل واحدة منكن مبلغ 50 ألف جنيه (50ج) ، قبيل رمي البطاقة في صندوق الاقتراع. وأبانت الحاجة سعاد بقولها : «والله الدفع حلو والقروش ما في زول بياباها لكن يا خسارة لو عارفين كان سجلنا في المدرسة مع الناس». فيما أكد ناشط بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الاصل) بمنطقة الفتح (1) ،و (2) أقصى شمال أم درمان لمجموعة من ساكني مدينة الفتح أو (مدينة الكودة) كما يطلق عليها أهلها باعتبار المعتمد الذي قام بتفكيك السكن العشوائي بقرية الجخيس ورحلهم الى هذه المدينة بعد تخطيطها- أكد لهم أن الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة سليل الخلفاء السيد محمد عثمان الميرغني يحرم بيع الأصوات في الانتخابات وان هذه الممارسة تدخل في باب (بيع الذمة) وعليهم اختيار (القوي الأمين) ولكنه بشرهم في حالة فوز حزبه بأن مدينة الفتح (1)، (2) ستدخلها الكهرباء بالمجان لمدة عام وسيقوم حزبه بسفلتة طرقها وتزويج كل البنات بها حتى اللائي فاتهن قطار الزواج. وقد لاحظت (الاهرام اليوم) أعمدة الكهرباء (هاي تيشن) منصوبة على طول المنطقة منذ أكثر من ستة أشهر، أي أن موضوع الكهرباء كانت ولاية الخرطوم قد بدأته أصلاً ومستمرة فيه دون وعود انتخابية. وفي أطراف مدينة الحاج يوسف سألت (الأهرام اليوم) بعض مواطني سوق (6) عن ما اذا كانوا تلقوا وعوداً بشراء أصواتهم من حزب ما؟ فقال المواطن حمدين : نحن أنصار الله والإمام المهدي والسيد الصادق قال يا جماعة إذا أدوكم شيلوها، يعني (أكلوا توركم وأدوا زولكم) فقلت له حتى مال عرمان ستأكلونه وتصوتون للصادق؟ فقال الرجل بقوة (أيوه ناكلوا طَبْ ونَدُّوا سِيدنا). وبمنطقة (جادين) جنوب غرب مدينة ابوسعد قال الأستاذ ياسر أحمد إن أكثر من حزب سياسي ظل يلوِّح بسياسة الترغيب عبر ناشطيه بأبي سعد وقال ان المنطقة بها توازن سياسي الا أن الغلبة فيها للمؤتمر الوطني ويجيء الأمة، الاتحادي ، الشيوعي، البعث، الحركة الشعبية في ميزان واحد وبقية الأحزاب لا يعرف الناس عنها شيئاً. وكل واحد منها يحاول استغلال موقع المنطقة قرب المذابح وتناثر بقايا الذبيح ليعلن عن إقامة حديقة عائلية وحديقة طفل في المنطقة التي تستخدمها سلطات الولاية مكباً لنفايات المذابح وتجمهر الكلاب الضالة. وعن مدى مصداقية الأحزاب (العارِضة) لخدماتها حسب اجهزة استشعار المواطن بجادين قال ياسر (ما عادت هناك مصداقية، فالكل «مفلس» واللغة الوحيدة التي يفهمها الناس هي «الكاش» واذا دفعت الأحزاب كاشها فإن المواطن سيفرح بما أتاه من السماء لكنه سيفكر الف مرة قبل أن يُغضب رب السماء باختيار مرشح تحتفل الملائكة بفوزه لا مرشح سيحصب الله الجلسة الاولى لمجلس وزرائه بحجارة من سجيل). فيما عبر مرشح الاصلاح الوطني المهندس والقانوني يحيى زكريا المرشح لمقعد والي ولاية الخرطوم عن استيائه من هذا السلوك، وأضاف إن كانت الاصوات تُشترى وتباع فإن الوطن سيباع بكامله قريباً لمن يدفع أكثر. وأشار الى ان حزبه يحترم الديمقراطية لكنه لا يقر العبث. وأبان أن الله عز وجل (سيولِّي من يصلح) وعلى الذين يفكرون في انتهاج هذا السلوك ان يتوضأوا ويصلوا ركعتين لله ويرتلوا سورة (الملك) عشر مرات حينها سيدركون فداحة الأمر.