واصل كامبوس عناده غير المبرر وأصر على مواصلة اسلوب اللعب 4/3/3 رغم تحذير الإعلام ممن الإقدام على الخطوة التي كانت تعتبر مغامرة غير مامونة العواقب عند المشاركة الافريقية. لكنه اي كامبوس سدر في رأيه وخاض المباراة الاخيرة بذات التنظيم والعناصر ولكنه اخطأ عندما اشرك ثلاثة مهاجمين وخلفهم ثلاثة من لاعبي الوسط بصفات متشابهة تنزع للشق الدفاعي وليس من بينهم صانع العاب فاصبح المهاجمون في جزيرة معزولة انعدم عنهم التمويل المناسب فلم نر لهم أثرا. ونظرا لتشابه ادوار لاعبي الوسط اهتز الدفاع وتاه الهجوم فيما كان الوسط غائبا تماما عن الملعب في الشوط الاول فتحمل الدفاع العبء الاكبر وتعرض للاستنزاف اللياقي ما اجبر كامبوس على التعديل في الشوط الثاني والعودة لطريقة 3/5/2 بارجاع مساوي لعمق الدفاع لمعالجة اخطاء اسامي وديمبا اللذين تعرضا للارهاق والضغط المتواصل. هذا التعديل منح الطرفين عثمانو وخليفة مساحة من التحرر ساعد الفريق على بناء الهجمات والمشاركة الهجومية ولكن كالعادة اصطدم الهلال بغياب صانع الالعاب. وعندما عمل للتغيير نحو الافضل ادخل هيثم مصطفى لتنشيط البناء الهجومي بالصناعة المحكمة للالعاب من الوسط وعبر التمريرات المتقنة للمهاجمين ولكنه وجد الفريق وقد نفدت لياقته فيما لم يجد هيثم مهاجما ليمرر له بعد ان اخرج كامبوس المهاجمين الثلاثة. الهلال اضاع فرصة تاريخية للفوز باستغلال حالة الرعب التي كانت تسيطر على افريكا من اسم المارد الافريقي قاهر الابطال بمقبرة الرجال. كان بمقدور الهلال الفوز لو احسن المدرب التعامل مع المباراة ولكنه ادارها بمنطق التجار «المال تلتلو ولا كتلتو» فيما كان متاحا الفوز على فريق يعد الدفاع افضل خطوطه كما قال كامبوس واستطاع تحييد بل إرغام الدفاع على التواجد الدائم بمنطقته الخلفية ولو احسن الضغط بلاعبي الوسط اصحاب النزعة الهجومية او اشرك مهند وامبيلي وهيثم من البداية لنجح في انتزاع هدف مبكر يعزز انتصار الهلال خارج الارض ويفتح ابواب الامل لتكون مباراة امدر مجرد تمرين ساخن للقاء الاسماعيلي اذا صعد. النتيجة النهائية بالمعايير الفنية تعتبر ايجابية كون العاجي اصبح تحت رحمة الهلال فيما لوح كامبوس باستخدام كرت الجماهير في مباراة العودة وهى التي ما تخلفت ولا تخاذلت عن واجب وفي احلك الظروف. المباراة والمستوى العام يشيران لاهمية المراجعة الشاملة وفي كل الخطوط بدءا من حراسة المرمى حيث أخطأ المعز اكثر من مرة فيما لايزال ديمبا يعاني البطء رغم انه الافضل في القراءة والتوقع ومزاحمة المهاجمين ولايزال سامي بعيدا عن لياقة المباريات وفي هذا الجانب يتساوى معظم لاعبي الهلال ما يعني ضرورة تنظيم برنامج خاص للارتفاع باللياقة البدنية لكل اللاعبين على حد سواء. امادو كثير الاخطاء وكذلك خليفة ونلاحظ انهما يتقدمان بحذر كما ان تغطية ظهريهما ليست على ما يرام اما الجانب الاهم فيتمثل في ما يعرف بالتكنيك وليس التكتيك في عرف المدربين والخبراء وهو توصيل الكرة للزميل بالطريقة الصحيحة ودون ان يقطعها الخصم مع تقدير المسافة والزمن وعدم تغطيته. وعلى اللاعب سادومبا مراجعة ادائه فهذه هى المباراة الاولى الافريقية اما كاريكا فننصحه بالجلوس مع نفسه ومحاسبتها. ونرفع قبعات الاحترام تقديرا للاعب المثابر الخلوق احمد عادل الذي تحسن اداؤه برغبته العارمة في العودة لسابق مستواه واللحاق بزملائه وتعويض الجماهير فترة غيابه السابقة ونلاحظ الغيرة في ادائه مع الاجتهاد والجسارة والروح القتالية العالية. آخر الحروف صمد فريق الخرطوم اغلب فترات الشوط الاول وكنا نتمنى ان يحافظ على شباكه في الحصة الاولى حتى يربك حسابات الخصم ولكنه اهدى بتروجيت هدفا في الزمن القاتل نشك في صحته بداعي التسلل. وقدم الحارس روي مستوى مشرفا وتصدى للعديد من المحاولات الهجومية ولكنه انهار بفعل الهجمات الغزيرة وعجز عن تصحيح اخطاء المدافعين ومع ذلك اوقف بل انقذ الخرطوم من هزيمة تأريخية. مستوى الخرطوم كان افضل من الهلال والمريخ معا وقد ظهر الفريق بتنظيم مثالي جيد وأسلوب رفيع وانضباط متميز ولياقة عالية ونجح في سحب البساط من تحت اقدام صاحب الارض. وبعطبرة نجح الامل في تحويل تأخره الى فوز رباعي ولكننا لم نهضم ارتكاب ركلة الجزاء في الزمن الحساس وهو وقت المدربين بتنبيه اللاعبين للاحتفاظ بالكرة في ارض الخصم ومنعها من عبور المنطقة الخاصة بالدفاع الاملاوي. هدفان في الشباك واربعة في الرصيد نتيجة مخيفة للامل ولكننا لن تفقد الامل في مباراة الرد.