* من الصدف الغريبة التي لم يلحظها احد ذلك التواضع الذي ظهرت به فرقنا الاربعة المشاركة باسم السودان في بطولتي الكاف خلال مبارياتها الاخيرة في الدوري الممتاز. وبنظرة سريعة سنجد ان الهلال ورغم فوزه على الخرطوم الاّ انه لم يقنع احداً لا من جماهيره ولا من المتابعين.. ونفس الشيء انطبق على المريخ امام حي العرب بورتسودان..؟!! * اما الخرطوم وعلى الرغم من ان الهلال لعب امامها اسوأ مبارياته على الاطلاق في الفترة الاخيرة الاّ ان اولاد النقر لم يستفيدوا من ذلك التراجع خاصة وان الفرصة كانت مواتية لهم للخروج بالتعادل على اسوأ الفروض لكنهم فشلوا في المحافظة على تقدمهم وخسروا النتيجة وكانت تلك هي الهزيمة الأولى للفريق في الدوري الممتاز لهذا الموسم..!! * ما الامل عطبرة فقد واصل التراجع وتعرض للهزيمة الثالثة في الدوري التي بموجبها بقي في المركز الاخير لروليت المنافسة بنقطتين فقط من خمس مباريات.. وفوق هذا وذاك انفجرت الاوضاع بابتعاد المدرب محمد الطيب الذي يؤكد مراراً وتكراراً انه استقال بينما يؤكد الاداريون في نادي الامل انهم هم من اقالوه.. يحدث هذا في وقت تتأهب فيه البعثة للسفر الى موزمبيق لملاقاة كوستا دي سول..!! * منافس الهلال افريكا سبورت الذي فشل في الفوز وسط جماهيره لن يدخل الى الملعب مستسلماً يوم الاحد القادم بل على العكس سيقاتل من اجل الحصول على شارة العبور.. وبلا شك فإن حالة اللاوزن التي يمر بها الهلال هذه الايام ستكون من الدوافع الاساسية لهم للخروج بالنتيجة التي تؤهلهم الى الدور الثاني خاصة وان اللاعب السوداني، وبدون مشاكل مثل التي تحدث حالياً في الهلال، يستسلم للنتائج التي يحققها خارج السودان وتنعكس عليه بالسلب فما بالكم بنتيجة ايجابية وسوء احوال ادارية..؟! * المريخ يكفي ما حدث له قبل اسابيع في اياب الدور التمهيدي امام سان جورج الاثيوبي بعدما تعادل بهدف في اديس ابابا ثم اعتقد الجميع سهولة لقاء الاياب حتى استيقظ الجميع على الحقيقة المرة داخل الملعب والتي كاد معها الفريق الاحمر ان يغادر البطولة مبكراً لولا لطف الله وبراعة الراحل ايداهور الذي ادرك التعادل..!! * وهنا واستناداً على الموقف المتشابه للهلال والمريخ فإننا لا نستبعد وقوعهما في فخ يومي السبت والاحد القادمين يصُعب عليهما الخروج منه على الاقل لأن مستوى الفريقين في آخر مباراتين، امام حي العرب والخرطوم، لا ولم يبشر بشيء ايجابي وفي ذلك اشارة خطورة وتهديد لاستمراريتهما الافريقية..!! * ويكاد موقف الامل عطبرة يتطابق مع موقف الهلال خاصة وان النادي يشهد انقساماً حاداً اساسه ابتعاد المدرب محمد الطيب الذي قاد الفريق في الدور التمهيدي وكان مشرفاً على الفوز الكبير الذي تحقق على كوستا دي سول.. وكم تمنيت ان يلجأ المجلس الاملاوي لحل الاشكال المتعلق بالمدرب في اطار الاسرة الواحدة مراعاة للمصلحة العليا للفريق لأن غياب المدرب ومهما كانت الاسباب سيؤثر على شكل الفريق وادائه في المباراة القادمة والتي هي في غاية الصعوبة..!! * فريق الخرطوم مشكلته الاساسية تتمثل في انه سيلاقي فريقاً اقوى من منافسي المريخ والهلال هو بتروجيت المصري والذي تابعناه يحرج الاهلي قبل يومين في الدوري المصري.. الى جانب ان الخرطوم مطالب بالفوز باربعة اهداف او ثلاثة نظيفة على اقل تقدير حتى يستعيد الامل في المنافسة على التأهل للدور الثاني الأول.. * اننا بالجد نخاف ان يكون الهدوء الذي يسيطر حالياً على احوال واروقة فرقنا الاربعة المشاركة في بطولتي الابطال والكنفدرالية هو ذلك الهدوء الذي يأتي دوماً قبل العاصفة والتي لن تخرج عن اطار الهزيمة المشتركة وبالتالي الخروج والوداع المبكر لأكبر بطولتين في القارة السمراء.. ونحن بذلك لا نتمنى بالتأكيد خروج ممثلينا بقدرما نطمع في ان يتوفر الجو المناسب لهم الاربعة وبالصورة التي تضمن لهم بلوغ المرحلة القادمة.. * ولعل الثقة الزائدة التي نتابعها في دوائر الفرق الاربعة هذه الايام تعتبر هي نقطة الخطر الأولى التي تنبعث منها رائحة الوداع المبكر.. ويمهد الاعلام لتلك الثقة بتعامله السطحي مع الاحداث وتفاؤله الزائد عن الحد.. مع الامنيات ان تخيب ظنونا وتعبر فرقنا الاربعة الى الدور الثاني مع الابطال وفي الكنفدرالية.