مفاجأة من العيار الثقيل أعلنت الحركة الشعبية مساء أمس «الأربعاء» سحب مرشّحها لرئاسة الجمهوريّة «ياسر سعيد عرمان» من السباق الانتخابي، في وقت أكدت فيه مشاركتها في العملية الانتخابيّة على كافة المستويات، وفي مختلف ولايات البلاد، عدا دارفور. وقال نائب رئيس الحركة الشعبية، الدكتور رياك مشار، في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس بدار الحركة بشارع (33) بالعمارات، خلا من إتاحة الفرص للصحفيين لطرح اسئلة، قال إن المكتب السياسي للحركة قرّر سحب مرشحها للرئاسة مع الاستمرار في السباق الانتخابي على مختلف مستوياته في كل ولايات السودان، عدا دارفور، وأضاف د. مشار أن المكتب السياسي عقد اجتماعاً استمر لثلاث ساعات من الثانية ظهراً وحتى الخامسة مساء خلص إلى قرار سحب عرمان بحجة أن الحركة ترى أن الانتخابات في دارفور لن تكون حرة ونزيهة. وقال د. مشار «إن سحب عرمان يعود أساساً إلى صعوبة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل الخروقات التي تشهدها دارفور». وأكد د. مشار أن المكتب السياسي للحركة قرر في اجتماعه العاصف «الأربعاء» مشاركة الحركة في الانتخابات على كافة المستويات في الشمال والجنوب عدا دارفور، وأضاف: «سنواصل حوارنا مع القوى السياسية والمؤتمر الوطني لمعالجة بعض خروقات العملية الانتخابية». من جهته قال مرشح الحركة «المسحوب» ياسر عرمان للصحفيين إن النازحين في دارفور وقيادات الحركة الشعبية بالإقليم طالبوه، خلال زيارته الأخيرة، بالعمل على حل قضية دارفور أولاً ثم خوض الانتخابات بعد حل الأزمة، وأضاف: «لذلك لن أشارك في انتخابات الرئاسة، لكننا سنشارك في كل المستويات الأخرى عدا دارفور». وفي السياق قال مسؤول الانتخابات بتحالف قوى الإجماع الوطني، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي،«صديق يوسف» ل (الأهرام اليوم) إن الحركة الشعبية اتفقت مع تحالف جوبا في آخر اجتماع لها على توحيد الموقف، وأضاف: وهم بذلك يكونون قد أعلنوا موقفاً منفرداً، وأردف: سنسألهم في اجتماع التحالف مساء اليوم «الخميس» بدار حزب الأمة عن خروجهم علينا. في موازاة ذلك أرجعت مصادر واسعة الاطلاع تحدثت ل (الأهرام اليوم)، أسباب سحب الحركة لمرشحها الرئاسي، إلى اتفاق يُطبخ على نار هادئة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني يفضي إلى تعزيز الشراكة بين الشريكين ليعود البشير إلى الرئاسة وتبقى للحركة «كوتتها» في السلطة. في حين رأى مراقبون تحدثوا ل (الأهرام اليوم) أن القرار المفاجئ للمكتب السياسي للحركة يكشف عن ترتيبات تسعى الحركة إلى المضي فيها بعيداً عن أعين الإعلام والقوى السياسية، ورأوا في الخطوة ضربة موجعة للقوى السياسية التي كانت تعوِّل كثيراً على الحركة الشعبية.