لم يتوقف هاتفي عن استقبال مكالمات تعلّق على مشاركتي المعنوية والإعلامية لأخي وصديقي وزميلي الصحافي الشاب الهندي عز الدين رئيس تحرير جريدة (الأهرام اليوم) المنطلقة كالصاروخ، فالزميل المرشح تربطه علاقة قوية بآل أبو العزائم امتدت لأكثر من «12» عاماً توثقت بشراكته مع أخي الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة» في حياة والدنا الراحل الكبير الهرم الصحفي محمود أبو العزائم . والتعليقات تقودني الى عكس المشهد الانتخابي لحملة الهندي عز الدين، بل الخطاب السياسي الذي قدمه مُرشّح الدائرة (13) الهندي عز الدين وكان زلزالاً إصلاحياً سياسياً ارتجت له جنبات وأنحاء الحارة التاسعة معقل الشهداء وبؤرة الحركة الإسلامية، وهذا ما يجعلها منطقة استثنائية تشكل علامة فارقة في الدائرة (13) يرى سكانها المشهد السياسي للوطن ببصيرة شفافة تنفذ في (جوه الجوه) مما يجعل الاحتكام اليها هو عين الحقيقة التي لا تقبل الجر الى أنصاف الحلول وحربائية المنطق والذي هو سمة كثير من الساسة الحربائيين. ما يميِّز الحارة التاسعة وشيبها وشبابها ونساءها ورجالها هو أنهم يلتفون حول برنامج مُرشّح الدائرة (13) وابنها الهندي عز الدين، وكأني أرى أم درمان الحضارة.. أم درمان الوعي السياسي.. أم درمان التميز.. وأم درمان الوطن وهي تزف أحد أبنائها وشبابها لتدفع به ليمثلها وهي عنه راضية.. وكان هذا حديث الرجل الداعية والسياسي المحنك والذي بعثت فيه حماسة الهندي عز الدين ووطنيته الخالصة والذي لا يستطيع مداراتها، بعثت في الرجل الشيخ أحمد مبارك فضيل دماء الشباب واستعاد ببرنامج الهندي حماسه القديم.. فهنيئاً للهندي عزالدين بإمام مسجد النور ورئيس لجنة التاسعة الشعبية لدورتين، وهنيئاً للحارة التاسعة بهذا السياسي الصادق. الهندي أعلن نحن مع البشير ولكن مع التغيير وضد الطواقم السياسية المتحجرة والتي استنفدت أغراضها.. لابد من تغييرها. وفي هذا المقام استعدت حديث الأستاذة أم سلمة عضو لجنة العمل الصيفي للطلاب (2010م) والتي أشارت الى ضرورة تأهيل الكادر البشري للشباب، وقالت هم الآن الأمل والرجاء فقد فقدنا الأمل في طاقم الساسة القديم فهم قد فات فيهم الفوات. برنامج الهندي عز الدين الذي قدمه هو تيار إصلاح سياسي وتيار تغيير للطواقم التي فات فيها الفوات، وسنظل نأمل ونتمنى زوال هذه الديناصورات المتحجرة وهي التي لم تفلح في أن تحول شعاراتها المهترئة الى برامج نافذة لإصلاح حال تفاصيل معايش الناس الحياتية.. السودان الجديد سيقوده هؤلاء الشباب. خطاب الهندي العميق والذي كان (قطع أخدر) بترتيب مؤهل ووعي كامل بالبرنامج ومنهج المُرشّح آثار الإعجاب والحماس وذكرنا بشباب الحركة الإسلامية عندما كانت تحرك نبض الشارع. الحارة التاسعة هي نموذج مصغر لأم درمان المجتمع المستنير، هذه أم درمان التي يصدر لها سياسيونا غفر الله لهم ثقافة التمرد وصراعات الهامش.. أم درمان الآمنة المناضلة التي تصدت وثأرت يوم الثأر العظيم بعد يوم الإثنين الأسود. أم درمان التي تصدت بكل فعالياتها وانتماءاتها تصدت لغزو خليل وثأرت للوطن. هذه هي أم درمان.. هذه هي الدائرة (13) ما يجمع بين أهلها أكثر مما يفرق وهو الوعي والوطنية والاستنارة.. والهندي عز الدين هو الذي يجمع أهلنا بالدائرة (13) الثورات. أكثر ما لفت انتباهي وقوف زملاء المُرشّح من الصحافيين بمختلف انتماءاتهم فجاء للحفل الأساتذة عادل سيد أحمد خليفة وحسن محمد صالح وعبد الماجد عبد الحميد وأحمد عمرابي ومشاعر عثمان بالإضافة الى الأستاذ عمر الجزلي. فمظلة القبيلة الصحافية تصبح أوسع من مظلة الانتماء القبلي هذه الردة الحضارية التي جعل لها سياسيونا مجالس للإدارة الأهلية بالخرطوم عاصمة الوعي والحضارة في اتجاه لترييفها ونقل ثقافة الهامش و(الدواس) الى أرضها، ولكن خاب ظنهم وهنيئاً لك الصحفي الشاب الهندي عز الدين بهذا الفوز العظيم. «نقلاً من الزميلة الوفاق»