} قبل الدخول في تفاصيل العبور لابد لنا من ارسال التحايا الى اسرة نادي الأمل العطبراوي بمناسبة تأهله الى الدور الثاني (الأول) في كأس الاتحاد الأفريقي الكونفدرالية على حساب كوستا دي سول الموزمبيقي.. وعلى الرغم من الخسارة فإن لاعبي الأمل وجهازهم الفني يستحقون الاشادة خاصة وانها المرة الأولى لهم التي يمثلون فيها اسم السودان في هذا المحفل الاقليمي الكبير.. } التحية لفهود الشمال وهم يتجاوزون كل الظروف الصعبة التي حاصرتهم قبل لقاء الامس التي تمثلت في ابتعاد المدرب محمد الطيب عن الجهاز الفني للفريق في وقت حرج وصعب قبل ايام معدودة من مغادرة البعثة الى العاصمة الموزمبيقية مابوتو.. وبعيداً عن اسباب ابتعاد الطيب نقول ان الواجب كان يحتم على الطرفين، الادارة والمدرب، مراعاة المصلحة العامة للفريق والاحتكام لصوت العقل قبل التهور الذي حدث وتمثل في تأكيد المدرب انه هو من استقال والادارة التي اكدت بأنها هي التي اقالته..!! } صعد الأمل بعدما اصابنا الخوف على مصيره في ظل الاهداف الثلاثة التي ولجت مرماه خلال زمن قياسي في بداية الشوط الثاني، وكان اهتزاز الشباك بثلاثة اهداف خلال عشر دقائق يشير الى خسارة تاريخية تتحدث عنها القارة السمراء كلها.. لكن التبديلات التي اجراها الجهاز الفني بقيادة مازدا وماو ماو ثبتت الاقدام واعادت الفريق الى المباراة من جديد بالهدف التاريخي الذي سجله داوؤد واعاد به الأمل للأمل..!! } اشفاقنا على الأمل كان مسنوداً بتراجع مستوى الخبرة بين لاعبيه الذين يظهرون لأول مرة في ساحة التنافس القاري.. لكن ذلك الخوف تبدد مع التقدم والثبات الذي ظهر به الجميع وبالدرجة التي اخرجتنا من الفهم المعتاد عن اللاعب السوداني الذي يمارس الانهيار في مثل هذه المواقف.. ولعل التجارب السابقة والهزائم المتتالية لفرقنا بما فيها المريخ والهلال في المباريات الخارجية، تلك التجارب هي التي جعلت احساس الخوف يتمكن منا بعد الهدف الثاني.. } نعم تأهل الأمل الى الدور الثاني (الأول) وفي ذلك اشارة عملية تؤكد، أول ما تؤكد، جدارتنا في السودان بالفرصة التي منحنا الكاف لها والمتمثلة في مشاركة اربعة فرق لأول مرة في البطولتين الافريقيتين لهذا العام.. وسنترقب مشاركة فريقين آخرين غير الأمل والخرطوم في العام القادم بحثاً عن المزيد من التطور واكساب لاعبينا المزيد من الخبرات في ساحات التنافس القارية..!! } وعبور الأمل الى الدور الثاني يعني أول ما يعني تضاعف حجم المسؤولية على عاتق لاعبيه وكل فرد من افراد الاسرة الأملاوية والذين صار الواقع يحتم عليهم المزيد من العمل والبذل في قادم الايام من اجل اعداد الفريق بالصورة المطلوبة للمباراة المرتقبة امام شباب بلوزداد الجزائري.. ولست متشائماً بالمقابلة القادمة للأمل كما هو الحال بالنسبة للسواد الاعظم من ابناء بلادي على الاقل لأن عبور الأمل الحالي يحمل معه دلالات عديدة تؤكد ان الذهاب بعيداً في اية بطولة يحتاج للعزيمة والعمل والاجتهاد..!! } وما دام الملعب يكون هو الفيصل في تحديد هوية الفرق التي ستنال شرف العبور الى الادوار المتقدمة فإن المجال يتسع امام الأمل للمضي قدماً في الحلم لمشروع الذي نتمناه ان يتخطى مرحلة التنظير التي تحدث في المريخ والهلال ويخرج الى مرحلة البيان بالعمل على الاقل ولو من باب الدوافع النفسية التي حدثت بعد مباراة الامس.. } ضعف الامكانيات يجب ان يكون من الدوافع التي تحفز لاعبي الأمل على المضي قدماً والتأهل لأبعد من ما هو متوقع على الاقل لأن هنالك فرقاً افريقية عديدة لا تملك الامكانيات المادية المتاحة حالياً للمريخ والهلال وعلى الرغم من ذلك يدفعها ضعف الموارد للمزيد من الاجتهاد املاً في تحقيق الغايات والدروس التي تؤكد تلك الحقيقة كثيرة ولا حصر لها..!! } إن التاريخ يناديكم يا ابناء الأمل ويفتح لكم ذراعيه فلا تفوتوا الفرصة الذهبية هذه ولابد لكم من اغتنامها والتعامل معها بكل الجدية لتختطوا لكم مجداً يكون منارة للأجيال القادمة لتسير عليه من اجل الأمل الندي والسودان الكبير..!! } (هروب محمد الطيب) كما يقول المجلس.. او (استقالة محمد الطيب) كما يقول هو.. اهدرت على المدرب ما كان كفيلاً برفع اسهمه في لائحة التدريب السودانية.. وفي ذلك رسالة نتمنى أن تكون وصلت..!!