{ بكعب عالٍ أو مسطَّح يكون الحذاء الضيق على أصابع القدم وبالاً وألماً حاداً يصل إلى أرفع مراتب الخلايا المتحفزة في العقل ويحيل أناقة مرتديه إلى وجع يمشي على قدمين متورمتين. { والفرنسيون عرابو الأناقة الأوروبية يقولون (الرجل حذاء)، عفواً، إنها إشارة مختصرة جداً إلى أن أناقة الرجل وذكاءه الاجتماعي يحدده - بلا خجل - حذاؤه! لذلك يحرص معظم الأوروبيين على أحذيتهم، ومؤخراً انتقلت هذه العدوى الحذائية إلى الآسيويين الذين كانوا يخلعون أحذيتهم مهما بلغت فخامتها حين ولوجهم البيوت تأدباً وتنظفاً كذلك. و(النُقُلتي) طبيب الأحذية في المجتمع السوداني القديم؛ يعرف - كما الفرنسيون - الناس بأحذيتهم، ويقيس مشاويرهم، وخزاناتهم، بل وأحزانهم بمقياس أحذيتهم، وتكشف له ثقوبها وخيوطها وأتربتها أسرارهم المخفية بحذرٍ وراء الابتسامات والتعالي عليه. { * سلاح كيميائي خطير أباد (النُقُلتي) بكامل أحذية أسراره من المشهد الاجتماعي السوداني، وصرنا نرمي جثثها وبقايا أسرارها في جوف عربة القمامة، الباحث عن المزيد. { والأحذية الرجالية تتفق بميثاق شرف ذكوري على ألوان محددة لا تتجاوزها إلا في مراحل عمرية معينة من الطفولة وحتى المراهقة التي تجذب كل غريب من الألوان والأشكال والتصميمات. { والألوان المتفق عليها هي الأسود الوقور جداً جداً الذي دائماً ما يكون رسمياً في المناسبات والمشاوير واللقاءات. والبني المتحايل على كافة الأوقات والمناسبات والدرجات اللّونية حتى يصل إلى (البيجي) المرح، والفاتح أذرع القَدم - وسيدها - على ملحوظات الأناقة. { أما الأبيض فهو لدى غالب الرجال يتصل بالعرب محبي الجلباب الأبيض وبعض الأوروبيين محبي رياضة الغولف . { وكعوبها تتفق كذلك على سنتميترات معينة لا تتعداها أبداً إلا في ذاك التجاوز المَلَكِي قصير القامة القديم - وما عاد يحدث حديثاً . { وللأحذية النسائية شؤون وشجون وألوان لا تنتهي - حتى نهاية هذه الصفحة - بل وتمتد إلى أن تصل إلى ذات القماش المصنوع منه الثوب أو الفستان إكمالاً للأناقة النسائية بالغة الملاحظة والتدقيق. { أما كعوب الأحذية النسائية فيشكو منها طوب وبلاط الأرض من دقاتها وحدَّتها و(مساميرها) وتتفنن بيوتات الأزياء الباريسية في تشكيل الكعوب و(صبّها) على قوالب الغريب والعجيب والمثير. { ولكعوب أحذية النساء مهام جانبية غير الحفاظ على توازن الحذاء وسيدته، فيمكن أن يكون وسيلة دفاع أو ضغط أو إرهاب أو تهريب! { ورغم التحذير الطبي بارتداء أحذية مريحة في مقاسها وقياسها وكعوبها لمساعدة العقل على التركيز ومعاونة الحواس على أداء وظائفها - أليس غريباً أنَّ ضيق الحذاء يسبب الصمم المؤقت حتى خلع الحذاء؟- والمقدرة على التنفس بشكل مريح، رغم ذلك يصر البعض على شراء حذاء أعجبهم تصميمه ولونه لكنه أقل من قياسهم القدمي ويضغطون على كافة الأعصاب فيهم لنيل الإعجاب في حذاء! { وكتاب أمريكي طريف صدر تحت توقيع الأحذية يحلل أحذية الرؤساء - الأمريكيين طبعاً - وتأثيرها على القرارات التي أصدروها وهل التعابير التي حظيت بها العدسات الذكية لمصورين أذكياء اللّقطات، كانت تحت تأثير ضيق حذاء أم موقف؟ { هل كان الحذاء المقذوف في ختام المشهد السياسي للرئيس الأمريكي السابق ضيِّقاً على صاحبه أم ضاق عليه حذاء المكان؟ { والنساء عاشقات الأحذية الضيِّقة بكافة أنواعها ما دامت تناسب الثوب المصاحب لها وبذات المرجعية الفرنسية في الأناقة الذكورية، لكن بحقد نسائي مجدول يثرثرنّ في جلساتهنّ المغلقة بأن: (الرجال جزم.. لكن ما بنقدر نمشي حفيانات)!! { حسناً، ويجب أن تعرفي سيدتي مقاس حذائك المريح، فالمشي بحذاء ضيّق، مؤلم أكثر من المشي حافية.