بصمات واضحة ظل يؤكدها القائمون على أمر الخدمات الطبية العسكرية في جانب إحداث النقلة النوعية والعلمية والتقنية، وذلك في إطار الأفق الجديد لمنهج التطوير الذي يستهدف التدريب والتأهيل والتنسيق والجودة والتميز المواكب لعمليات التطوير المستمرة والتحديث للمعدات والمنشأة. وبالعودة للطفرة في مجال الخدمات الطبية العسكرية؛ فمن يزور السلاح الطبي الآن يحس بتغيير كبير، ليس على مستوى السودان فقط، بل على المستوى الإقليمي والدولي. والمتتبع لمسيرة الخدمات الطبية العسكرية يجد أنها أحدثت نقلة، وهذه النقلة ليست من حيث بدأت، ولكنها نقلة من حيث ما وصلت إليه، وهذا ما يعطيها الآن قيمتها وأثرها على الخدمات الطبية عموماً في السودان، فالمسألة الطبية الآن ليست قضية توفر مبان لتجمعات صحية أو غيرها، وإنما قضية إرادة حقيقية لتحديث الخدمات الطبية من معدات وأجهزة وتأهيل وتطوير لكادر بشري يسعى القائمون على الصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية لإحداثها وتوفيرها، ولم تتوقف يد التجديد والتحديث عند هذا الحد، بل تتواصل بخطى علمية ومنهجية ثابتة عمليات تنويع فكرة العلاج نفسها في كل المرافق بالعاصمة والولايات. فما يجري ويحدث هو تطلع إيجابي من خلال خطط أعدت بإحكام ودقة وواقعية وعلمية تؤسس وتجوِّد ما هو قائم من مشروعات وتخطو نحو مشروعات أخرى لتكون المحصلة النهائية في ذلك هي إحداث الطفرة الإنمائية في جانب مهم هو مجال الصحة الذي يعتبر استثماراً مهماً وعموداً فقرياً لمشروع توطين العلاج بالداخل. عليه، ومواصلة لإسهاماته الوطنية في مسألة توطين العلاج بالداخل، ودفعاً لثورة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة للأمام في كل المجالات؛ جاءت خطة الصندوق للمرحلة المقبلة وذلك من خلال عدد من القرارات والموجهات التي من أبرزها التركيز على تفعيل وتجويد الأداء بالمؤسسات الصحية القائمة على مستوى العاصمة والولايات بسد النقص الموجود في الكوادر وإجراء الصيانات اللازمة للأجهزة والمعدات الطبية والمباني. كما تضمنت الخطة التي بدأت ملامحها هذا العام إنشاء مستشفيات عسكرية ولائية تحوي مراكز تشخيصية متقدمة، ويذكر أن الخطة الممتدة من نهايات العام الماضي إلى بدايات العام الحالي تصدرتها قائمة من الأهداف الذهبية تمثلت في افتتاح وقيام مشاريع جديدة منها ما اكتمل، ومنها ما هو تحت التشييد، ومنها ما هو الآن يباشر عمله فعلياً، ويعتبر حدثاً متفرداً وإنجازاً غير مسبوق على الصعيد المحلي والإقليمي، إنه مستشفى الحوادث والطوارئ والإصابات بالسلاح الطبي، الذي تم تجهيزه بأحدث المعدات الطبية لتقديم الخدمة المتفردة والنوعية والمثال في هذا المجال. بهذه المقدمة، عشنا وقائع زيارة مهمة لقادة الخدمة الطبية في عدة مؤسسات؛ لمستشفى الحوادث والطوارئ والإصابات، الذي أطلق عليه شعار حوادث (الأحلام) كأحدث مستشفى يعمل بنظام الفرز في السودان، إذ وصف علماء الطب الذين طافوا على مختلف الأقسام؛ وصفوا المستشفى بأنه عمل متميز يضع السودان في مصاف الدول المتقدمة، وذلك من خلال تلقي المريض للخدمة الطبية المتكاملة بكامل التقنية الطبية الحديثة. وقالوا إن الإنجاز ضخم وأن التجربة جميلة ورائعة. اللواء طبيب الصادق قسم الله الأمين العام للصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، وجدناه مهموماً بتطوير الخدمة الطبية في مجال الخدمات العسكرية، في عمل دؤوب وهمَّة لا تعرف التثاؤب. قال «إننا قصدنا من هذه الإنجازات الإسهام في التطوير النوعي للخدمة الطبية وذلك من خلال توفير الأجهزة والمعدات والنظم والكادر المؤهل حتى تنال الخدمة الطبية رضا الجميع وتضاهي مثيلاتها في الدول». وقال إن التحدي هو في كيفية ترجمة الخطط وإنزالها إلى أرض الواقع، وأشار إلى أن المستشفى يتبع النظم الحديثة في عمله وهي حوسبة كل العملية الطبية بدءاً من دخول المريض وحتى الوصفة الطبية العلاجية، إذ تم اختيار الكوادر بنظام التعاقد وبمنافسات مفتوحة في إطار مرحلة تجويد الأداء من خلال استقطاب الكوادر. وقال اللواء الصادق «نريد بهذه الحوادث أن نقدم خدمة طبية مثالية يجد فيها المريض أفضل الرعاية الطبية». وأضاف أن الحوادث هي جزء من المرحلة الثانية في منظومة تطوير الخدمات الطبية. وأبان أننا نعمل بنظام الجودة الشاملة في الخدمات الطبية وأن الجودة في هذا المجال ليست لها نهاية. مبشراً بوعد وزير الدفاع والصندوق بإنشاء مستشفى البشارة التخصصي الذي قال إنه سيحدث تغييراً كبيراً في ثورة الخدمات الطبية بالسودان إضافة لمركز أمراض الكلى والمسالك البولية المزمع قيامه قريباً. وأشار إلى التطور الذي حدث أيضاً في مجال الصناعات الدوائية والمتمثل في مصنع أفاميد للحقن الجاهزة الذي تتزايد الآن إنتاجيته ويعد الأول من نوعه في السودان والثالث في أفريقيا. كما أن هنالك مصنعاً للمحاليل الوريدية ضمن البشريات الجديدة.