تختبر قوات الشرطة، اليوم، ولثلاثة أيام قادمة، مقدراتها لتأمين الانتخابات العامة بالسودان وسط توقعات بظهور شائعات تضرب البلاد لخلق بلبلة. وتوقعت الشرطة التي أنشأت أقساماً صغيرة لمكافحة الشائعات بشرطة المحليات، بحسب المتحدث الرسمي باسم قوات التأمين، اللواء محمد أحمد علي، توقعت أن تكون الشائعات مستوردة وتهدف لزعزعة عملية الاقتراع، فالشرطة التي كانت (تسخّن) خلال عامين ماضيين استعداداً للانتخابات في تدريب قواتها ومضاعفة أعدادها وتدريس القيادات على منهج التعامل مع تأمين الانتخابات.. تدخل اليوم لملعب التأمين وقد عززت قواتها أمس بدفعة جديدة قوامها (911) شرطياً دفعت بهم بعد تدريبات متطورة بقيادة قوات الاحتياطي المركزي لترفع إحصائية منسوبيها المكلفين بتغطية الانتخابات بالخرطوم إلى (6.444) شرطي دفعت بهم خلال الأيام الماضية باعتبارها كتائب خاصة بالتأمين. ورغم أن المناخ السياسي مهيأ لإحداث فوضى ربما رتبت لها بعض الأحزاب مسبقاً بالتشكيك في نزاهة الانتخابات والحديث عن التزوير، إلا أن الشرطة تبدو واثقة من إحكامها السيطرة على الوضع الأمني، وأعلنت استعداداتها لمواجهة أسوأ السيناريوهات المتوقعة وصاغت خططها الأمنية على تلك التوقعات بزعزعة في صناديق الاقتراع وتهديد لبعض الشخصيات الهامة، واستفادت من اضطرابات بدول سابقة مثل (إيران) و(كينيا) التي استغل فيها المجرمون أحداث الفوضى. وقد كشف مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم، اللواء محمد أحمد علي، أن ادارته فطنت لتلك المهددات، فقامت بملاحقة المجرمين عبر خطة دائمة لتجفيف منابع الجريمة وألقت القبض على (700) من معتادي الإجرام وأبعدت مئات المتسولين الأجانب لدولهم. واعتبر أن تلك الخطط قد ساعدتهم كثيراً في تأمين الانتخابات، موضحاً أن أكثر من (100.000) شرطي سيقومون بتنفيذ الخطط بعموم ولايات السودان وتأمين (10.320) مركز اقتراع، وتم تقسيم ولاية الخرطوم لثلاثة قطاعات هي (بحري، أم درمان وبحري) وجعلت على رأس كل قطاع ضابط شرطة برتبة اللواء، فيما تم تأهيل (40) ألف ضابط برتب رفيعة للقيام بعمليات التأمين. وحذّر رئيس اللجنة العليات للتأمين، اللواء أحمد علي التهامي، ضعاف النفوس من مغبة إطلاق الشائعات التي قد تسبب فوضى، موضحاً أن الشرطة ستتعامل بالحسم مع كل من يثبت تورطه في إطلاق الشائعات، معلناً أن الوضع تحت السيطرة تماماً وليست هناك أي مهددات أمنية، وأردف قائلاً: (على الجميع أن يمارسوا حياتهم العادية وألا يلتفتوا لتلك الشائعات، وقوات التأمين قد أخذت مواقعها منذ يومين لتأمين المراكز). وكشف الرجل الأول في الشرطة، الفريق أول هاشم عثمان الحسين، من مقر الاحتياطي المركزي، أمس، أنهم جاهزون تماماً لتأمين الانتخابات، واعتبر الدفعة التي دُفع بها لميدان التأمين قد أكملت الحلقة الأمنية، موضحاً أن نشر قوات الشرطة يهدف لتأمين المواطن نفسه ليؤدي حقه الدستوري وتأمين الوطن أيضاً، ووصف قوات الاحتياطي المركزي بأنها العصاة الغليظة على من يخالف القانون، وأن خطتهم في التأمين تختلف من ولاية إلى أخرى. وعن تأمين الانتخابات بجنوب السودان أوضح أنها مسؤولية شرطة الجنوب بحسب القانون وأنهم قد قدموا لها الدعم والمعينات لتؤدي دورها. وفي السياق كشفت مصادر أمنية أن الخطة الأمنية لتأمين الانتخابات، هرمية، تشرف عليها لجنة عليا تضم كل مدراء الأجهزة الأمنية وأخرى وسيطة من خلال لجنة التأمين بالمحليات، وقاعدة تمثلها اللجان المجتمعية، وأن قوات الشرطة قد تم توزيعها على مراكز الاقتراع، فيما يستعد الآلاف من قوات مكافحة الشغب (الاحتياطي المركزي والعمليات) بأقسام الشرطة ومعسكرات الإيواء بالولاية للتدخل عند الضرورة، بجانب رجال البحث الجنائي التابعين للمباحث والشرطة الأمنية، وتنسيق مع الدور الذي تقوم به وزارة العدل في متابعة الإجراءات القانونية. وقد دخلت النيابة العامة بولاية الخرطوم في اجتماعات مكثفة بهدف وضع الترتيبات القانونية لمتابعة إجراءات فتح البلاغ ضد الذين يسعون لمخالفة اللوائح القانونية أيام الانتخابات. وقد كشفت المصادر عن تشكيل لجنة للطوارئ تضم الأجهزة الشرطية والصحة والهلال الأحمر السوداني للمشاركة في تأمين الانتخابات، وتبدو الصورة مطمئنة للتنسيق والترتيب المحكم بين أجهزة الدولة.