أعلن (6) من المرشحين انسحابهم، منهم (3) مستقلين، بعد (7) ساعات من انطلاقة الانتخابات العامة أمس (الأحد) ووصفوا المفوضية القومية للانتخابات بالفشل والضعف في إدارة العملية، وطالبوا في الوقت ذاته بإلغاء الانتخابات في الدوائر التي تبدلت فيها بطاقات المرشحين. كما انسحب (6) مرشحين آخرين من دوائر جبرة. وفوجئ الناخبون والمرشحون بالدوائر (28) الخرطوم، (12) الثورة الشرقية ، (13) الثورة الغربية والدائرة (16) الثورة بحدوث تبديل في بطاقات المرشحين؛ الأمر الذي خلق حالة من الفوضى والهرجلة في سير العملية قاد الى إيقاف الاقتراع. واستنكر مرشح الدائرة (13) الثورة الغربية القومية الأستاذ الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة (الأهرام اليوم) الحادثة، موضحاً أنها «هرجلة» و«ربكة» لم تشهدها أية انتخابات منذ استقلال البلاد، وتساءل: «كيف لا يجد مرشح اسمه ويجد بطاقات لمرشحين عن دائرة أخرى»؟ ووصف عز الدين ما تمّ بأنه فضيحة انتخابية تستدعي تقديم رئيس المفوضية أبيل ألير ونائبه البروفيسور عبد الله أحمد عبد الله استقالتيهما. ودافع عن خطوة مقاطعته قائلاً: «لجان تبدّل بطاقات المرشحين، وضباط اقتراع يتعمدون توجيه الناخبين بطريقة خاطئة لغرض في أنفسهم، كيف نثق في نزاهة الصناديق»؟ وعلّق: «انسحبنا بعد أن خضنا العملية ولم نفتر وهززنا المؤتمر الوطني». وأكد مرشح الدائرة (13) الثورة الغربية القومية الهندي أن ما حدث من هرجلة وارتباك في العملية يؤثر في سمعة الانتخابات، مشيراً الى أن شهادات السكن من قبل اللجان الشعبية كانت مدخلاً للتزوير، وأوضح أن بعضها لا يحمل تاريخاً ولا إمضاء المستخرج أو حتى صورة الشخص المعني. من جانبه قال مرشح الحزب الاتحادي «علي ميرغني ناطوس» مرشح الدائرة (13) الثورة الغربية المجلس الوطني: إن الأوراق الرسمية التي استلمها من الحزب تشير الى أن المركز رقم (4) الحارة الأولى به لجنة واحدة ولكنهم تفاجأوا بأن بالمركز لجنتين. واستهجن مرشح الدائرة (12) الدائرة الشرقية القومية، رئيس تحرير صحيفة «التيار» الأستاذ عثمان ميرغني، مسألة استخراج شهادات السكن من دور حزب المؤتمر الوطني، وقال: «رغم أن قرار الانسحاب قرار خطير إلا أن حجم الأخطاء يصعب معه الاستمرار في الانتخابات». في الأثناء أعلن مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لمنصب رئيس الجمهورية «حاتم السر» تضامنه مع المرشحين المنسحبين الذي وصفه بأنه ليس هروباً وأن حملاتهم الانتخابية جاءت متميزة وفرصهم كبيرة، وأضاف: «ما شهدناه من ربكة وفوضى لا يمكن الوصول فيها لانتخابات نزيهة». واعتبر السر أن ترشيح الصحفيين كان بإمكانه إعطاء العملية مصداقية حقيقية من خلال منابرهم واستمرارهم في العملية ليس بدعمهم أو إخلاء دائرة لهم كما يفعل الوطني على حد قوله ووصف الخطوة بالبدعة الضارة وليست ديمقراطية. وقال السر إن النزاهة والشفافية والحيادية كانت ستمكن المرشحين المنسحبين من المضي للأمام لأننا نريد برلماناً وتشريعاً وحكومةً جديدة يُفهم فيها دور البرلمان والرقابة الذي ظل غائباً طيلة (20) عاماً، وأضاف: حتى السلطة والمؤسسات كانت شكلية وديكورية لا تقدم ولا تؤخر. واتَّهم السر النواب الذين كانوا موجودين تحت قبة البرلمان بأنهم لا يعرفون دوره. وقال السر: كنا نتوقع أن يُحدث المرشحون المستقلون والمستنيرون والصحفيون نوعاً من الرقابة الصحيحة للتشريع والسلطة التنفيذية تعيد للبرلمان هيبته ووقاره لدى الشارع والشعب السوداني. الى ذلك وصف مرشح الدائرة (16) الثورة الغربية تشريعي «حسن فضل الله» الحادثة بالمهزلة، وقال إنها بدأت قبل أن تمر ساعات على العملية، وأضاف: «ما يحدث كلام فارغ وما حيكون أقل ما حدث لنا».