{ هل من فضيحة لمفوضية الانتخابات أكبر من تبديل بطاقات الاقتراع بين الدوائر ..؟ { وهل من خطأ أفدح من أن يدخل الناخب مركز الاقتراع فلا يجد اسم ورمز مرشَّحه للمجلس الوطني، فيخرج غاضباً، ورافضاً.. ومستاءً.. لتدور في ذهنه الدوائر، وتحاصره الأحاسيس بأن في الأمر مؤامرة.. وخطة للتعطيل والتزوير ..؟ { المفوضيّة القوميّة للانتخابات فشلت في إدارة العملية الانتخابية، وعجز ضباطها في مراكز الاقتراع عن معرفة أسماء ورموز المرشحين بدوائرهم، فماذا كانوا يفعلون طيلة الثلاثة أشهر الماضية.. وعلى ماذا كانوا يتدرّّبون.. وكيف كانوا يتدربون؟ { بالله عليكم.. كيف يخلو الناخب بنفسه وراء الستارة «الكرتونية» الهزيلة بالدائرة (13) الثورة الغربيّة، ليجد أسماء مرشحين من دائرة أخرى باستمارة المجلس الوطني- الدائرة الجغرافية..؟ { نعم هذا ما حدث بالأمس في دائرتنا (13)، حيث فوجئ الناخبون منذ الصباح بأن اسم المرشح «الهندي عز الدين» وآخرين غير موجودة، وانهالت عليّ الاتصالات من وكلائي بالحارة التاسعة بالثورة يستعجلونني في الحضور إلى مركز الاقتراع في أكبر حارة من ناحية الثقل الانتخابي، حيث يزيد عدد المسجلين بها عن (4) آلاف مواطن. { وهرعت إلى هناك، وهالني أن أجد قائمة المرشّحين بالدائرة (12) ومن بينهم الأخ الأستاذ «عثمان ميرغني»، بينما اختفت استمارة المرشحين بالدائرة (13) في (3) لجان انتخابية بمركزالحارة التاسعة!! { وتوقفت عملية التصويت لثلاث ساعات، ويشهد المركز تجمهراً وتذمراً واسعاً، وعاد المئات إلى بيوتهم وهم ساخطون على المفوضية العاجزة التي أدخلت البلاد في نفق مظلم بإدارتها لانتخابات مهتزة ومضطربة منذ البدايات وحتي النهايات المهزلة.. { وفي الحارة (15) بذات الدائرة (13) توقّف الاقتراع إلى ما بعد منتصف النهار لذات السبب.. تبديل بطاقات الاقتراع بين الدائرتين (12) و(13)..!! { وظل الناخبون يقفون لساعات طويلة وأشعة الشمس تلهب رؤوسهم وظهورهم.. وضباط المفوضية حائرون.. وخائفون..! { بدلوا أسماء المرشحين، ثم عادوا بعد ساعات ليقولوا إنها مشكلة «فنية» حدثت بدوائر أخرى مثل الدائرتين (28)، و(29) - الخرطوم، وأن المفوضية عالجت الأخطاء، واستبدلت الاستمارات الخاطئة، وجاءت بالصحيحة..!! { ولكن من يثق في هذه المفوضية بعد هذا الشرخ الكبير؟ إذا كانوا يظنون أنه خطأ «فني»، فنحن نعتبره خطأ فنياً وادارياً وسياسياً، بعد المعالجات الفطيرة والساذجة التي يحاولون الآن ذر الرماد بها في العيون، مستندين إلى عبارات «ببغاوية» يرددونها هذه الأيام: «مركز «كارتر» يشهد بسلامة الإجراءات، مركز «كارتر» يؤمّن على قيام الانتخابات في موعدها.. مركز «كارتر» يؤكد على أن عملية الاقتراع مضت في اليوم الأول بصورة طبيعية.. ومركز «كارتر».... »..!! { يالها من سذاجة.. فبعد كل تلك المؤامرات من دارفور إلى انفصال الجنوب لم يعرفوا بعد كيف يفكر الأمريكان والأوربيون..!! { وقبل «كارتر» بسنوات جاء «كولن باول» وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وزار المعسكرات في دارفور، وشهد في الخرطوم بأن الأوضاع بالإقليم «تمام .. التمام»، وأنه ليس هناك ما يدعو لوصف ما جرى في دارفور بالإبادة الجماعية .. { ولكن ما أن وصل الجنرال «باول» إلى واشنطن حتي أعلن أن الحرب في دارفور إبادة جماعية.. وتطهير عرقي تمارسه حكومة السودان ضد القبائل الافريقية..!! { ولهذا، وغيره، فإنني أدعوهم إلى التريث وعدم الاندفاع في الاستشهاد بمركز «كارتر» أو غيره من المراكز الأجنبية، وكان أولى أن يستشهدوا بنا نحن رؤساء التحرير المرشحون بالدوائر الجغرافية «الأستاذان محجوب عروة، عثمان ميرغني وشخصي» وهذا ما ذكره بالأمس الأستاذ «حاتم السر» مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» لرئاسة الجمهورية في مؤتمر صحفي بمكاتب «الأهرام اليوم» عندما قال: «كان أولى أن يهتم المؤتمر الوطني بهذه الدوائر ويحرص على سلامة الانتخابات فيها لأن شهادة ثلاثة رؤساء تحرير خاضوا العملية الانتخابية تكفي لتأكيد نزاهتها، خاصة أنهم مرشحون مستقلون».. { شهادة المراقبين الدوليين .. الأمريكان والأوربيين انتظروها بعد إعلان النتيجة، وبعد مغادرتهم إلى بلادهم.. ويومها ستعرفون كم أنتم حالمون .. وواهمون.. { ما حدث من تجاوزات في الدائرة (13) الثورة الغربية، ليست محض أخطاء فنية بل تجاوزتها إلى أخطاء سياسية كبيرة، وتحيز واضح ضد المرشح المستقل «الهندي عز الدين» مع أن كل تقارير ومؤشرات اليوم الأول للاقتراع تؤكد اكتساحنا للانتخابات في الحارات «الأولى، الرابعة، السابعة، التاسعة، ال11، ال12 والفردوس ، ال14 ال22، ال23، ال24، ال 29» بينما كان مرشح المؤتمر الوطني وحزب الأمة الوطني «عبد الله مسار» أفضل في حارتيْن فقط هما ال 13، وال25، حيث مورست ضغوط وعمليات خداع للناخبين في الحارة الأخيرة، وهي من الحارات «الصغيرة» من ناحية عدد الناخبين. { نحن مكتسحون للانتخابات، ومندوبتنا في الحارة (24) أقسمت بالله أمام الصحفيين أمس بأن (20) حافلة تابعة لمرشح المؤتمر الوطني حملت الناخبين فصوّتوا للمرشح المستقل الهندي عز الدين ..! الناخبون استغلوا سيارات «المؤتمر الوطني» وعملوا بنصيحة الإمام «الصادق المهدي» :«أكلوا توركم .. وأدوا زولكم».. { وما لا يعلمه «المؤتمر الوطني» أن زعيم حزب الأمة القومي إمام الأنصار السيد «الصادق المهدي» وجّه عبر رسائل سرية كافة قواعد الأنصار بالدائرة (13) - وهي دائرة تتبع لحزب الأمة تاريخياً - بالتصويت لنا وإسقاط المرشح المنسلخ من الحزب الكبير «عبد الله علي مسار». { وصوّت لنا الأنصار.. وصوّت لنا أنصار السنة.. وصوّت لنا الصادقون في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.. وحاربنا الانتهازيون.. والمنافقون.. فمنعوا عن ناخبينا شهادات السكن في الحارة الرابعة، والسابعة، ورفض المدعو «صلاح قورو» عضو اللجنة الشعبية بالحارة السابعة منح شهادة سكن لكل من يساند الهندي عز الدين ليسقط عنه حق التصويت..! { شهادات السكن التي زوروا بها في الحارة الرابعة ومنحوها لمواطنين من خارج الحارة، بل من خارج الدائرة، ورغم ذلك انهار رئيس اللجنة الشعبية المدعو «الريح علي الفضل» فلجأ لاستخدام العنف في مواجهة بعض الناخبين المخالفين لمرشحه حتى تدخلت الشرطة لفض الاشتباكات..!! هل هذه قيادات صالحة للمشروع الحضاري؟ { سقطت المفوضية في امتحان الأمانة وهي تحشد المراكز بمن أسمتهم «مراقبين محليين» وهم أعضاء في حملات مرشحين، يحاصرون صناديق الاقتراع من الداخل، فكيف نأمن على أصوات ناخبينا في ظل وجود هذه الجمهرة المريبة..؟ { انسحبنا، وانسحب (4) مرشحين آخرين بالدائرة (13)، ومرشحون من الدوائر (12) و(16) و(28)، إنها مفوضية عاجزة بل كسيحة، وكان أولى بعد إعلانها الاعتراف بالأخطاء أن تلغي العملية الانتخابية، بتلك الدوائر، وتحدد لها موعداً آخر بعد استبدال الضباط ومحاسبتهم، فكيف يمكننا الوثوق بهؤلاء المهملين.. الغائبين.. { يزعمون أنه خطأ «فني» ونحن نؤكد أنه شرخ كبير في نفوسنا لن يعالجه غير الانسحاب بشرف، وترك المجال واسعاً لمرشح مطرود من أهله «الرزيقات» ليفوز بالتزكية المثقوبة.. التزكية «المقدودة» بعد انسحاب (4) مرشحين كانوا يمثلون الجياد المرشحة للفوز، وقبلهم انسحب مرشحو حزب الأمة القومي، والحركة الشعبية، والإصلاح والتجديد، والحزب الشيوعي.. بينما أكد مرشّح «المؤتمر الشعبي»، المهندس علي شمار، على التجاوزات، وبدا راغباً في الانسحاب، غير أنه ينتظر موافقة «الشيخ الترابي» أو قرار المؤسسة. { إذن على من يفوز المدعو «مسار»؟ على نفسه؟ يفوز بشهادات السكن المزورة.. يفوز بتخويف الحرائر وتهديد النساء.. يفوز باستخدام سلاح البطاقات العلاجية في التهديد في الحارة الرابعة.. يفوز بالحبر الضارب والمضروب الذي يمكن غسله بعد دقائق فيصبح «غير موجود»..!! { انسحبنا وانسحب «محجوب عروة» من الخرطوم، و«عثمان ميرغني» من الثورة الشرقية، و«علي ماطوس» و«العوام قسم السيد» من الثورة الغربية.. وانسحب «مجتبى الزاكي» أقوى منافسي «الحاج عطا المنان» في الكلاكلات . { إن الرئيس البشير ما كان في حاجة إلى كل هذه الضغوط والتجاوزات ليفوز .. فالبشير فائز فائز.. لكنهم يريدون أن يفوّزوا - بالقوة - آخرين في المجلس الوطني والتشريعي.. بكسر الرقبة.. بكل الوسائل.. ليثبتوا أن هناك حزباً رائداً وقائداً وفائزاً.. { هنيئاً لكم بهذا الرماد..