فشل سكان منطقة الكوداب شمال أم درمان الدائرة (16) في ممارسة عملية الاقتراع في يومها الأول أمس «الأحد» بسبب خلاف نشب بين عشيرة الكوداب والحوشاب حول أحقية إيهما باستضافة مركز الاقتراع، رغم تداخل العشيرتين وجوارهما القديم، مما دفع معتمد كرري عمار حامد سليمان بالتدخل لإيجاد حل وفاقي قضى بتحويل المركز الى خارج المنطقة لتنصب له خيمة بموافقة المفوضية، إلا أن عشيرة الكوداب أصرت على استضافتها لمركز الاقتراع وهددت بمقاطعة التصويت ونسف عملية الاقتراع كليّةً. وفي كل الأحوال فإن يوماً من عمر الاقتراع قد ضاع على سكان المنطقة البالغ عددهم نحو (2100) ناخب دون أن يلتزم مدير المركز التابع للمفوضية بتعويض هذا اليوم في حديثه ل(الأهرام اليوم) التي كانت موجودة هناك. وإن كان ذلك ما يحدث في الكوداب بالدائرة (16) فإن الأمر لا يقل عنه في اللجان (16) السروراب بالريف الشمالي والعامرية الدائرة (16) قومية و(21) ولائية التي بدأت فيها عملية الاقتراع متأخرة نحو (3) ساعات عن الزمن الذي أقرته المفوضية؛ بسبب تأخر وصول مناديب المفوضية والأوراق المعدة للاقتراع، حسبما قال رؤساء المراكز المعنية قبل أن يغلق مركز السروراب عند الثالثة ظهراً بسبب عدم وجود رموز بعض المرشحين. وبعيداً عن الزمن بدت واضحة للمراقبين وجود بعض الإشكالات المتمثلة في سقوط بعض أسماء الناخبين من الكشف مثلما حدث في مركز الحتانة شمال والعجيجة الدئرة (18) اللتين رفض رؤساءهما تحمُّل مسؤولية سقوط أسماء الناخبين، واتفقا على اعتمادهما على الأسماء الواردة في السجل القادم من المفوضية ليلة أمس الأول. لكن بالمقابل فقد ضبط المراقبون بمركز الدائرة (13) الثورة الحارة (4) عدة عمليات تزوير كانت «الأهرام اليوم» شاهدة على إحداها قبل أن يفر الناخب المتهم ويترك إشعاراً مكتوب عليه الاسم «سمؤال عوض محمد حسن» وشهادة سكن تفيد بأنه يقطن الحارة (55) تحت عمر لا يتناسب وهيئته، إضافة الى تجاوز آخر وهو السماح للمراقبة الحزبية عن الأمة الوطني الدر إبراهيم سليمان أحمد بالقيام بعمل ضابط المفوضية من داخل غرفة الاقتراع وهي تضع على ملابسها صورة لمرشح المؤتمر الوطني عمر البشير، ومكثت داخل غرفة الاقتراع منذ الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً حينما تمّ ضبطها وهي تقوم بتوجيه الناخبين بالتصويت لصالح مرشح الأمة الوطني عبد الله مسار. ٭ رئيس مركز يتلف البطاقات لم يكن سير عملية الاقتراع على ما يرام في منطقة الفتح الدائرة (16) بالريف الشمالي طبقاً لوكيل المرشح المستقل أبو اليسر محمد حامد الشاب نور الدائم السري الذي قال إنه ضبط مدير المركز، ياسر يس، وهو يقوم بالتصويت إنابةً عن الناخب ود سرور أحمد محمد في رمز الشجرة ثم اضطر ياسر لإتلاف البطاقة بعد أن اعترضه بوضع (صاح) أخرى على رمز (العين) الذي يخص المرشح المستقل ابو اليسر، إضافة الى إدخاله لبطاقات اقتراع غير مختومة بختم المفوضية لصندوق الاقتراع. في وقت اعترف فيه ياسر بما اُتهم به وقال للمراقبين والصحفيين: (أنا البصحح الأوراق دي بعدين في الفرز وبعدِّلها ثاني عندكم سؤال)؟ في ذات السياق اشتكى أغلب المراقبين للعملية الانتخابية من انتهاك خصوصية الناخبين، وقالوا إن الستائر الكرتونية وُضعت في أغلب المراكز على مقربة من النوافذ مما يتيح للموجودين خارج القاعة التدخل في خيارات الناخب، إضافة الى تغول أنصار حزب المؤتمر الوطني على باحات أماكن الاقتراع بالترويج لمرشحيهم مثلما حدث في الدائرة (13) التي حاول فيها أحد منسوبي الوطني التهجم على الزميلة الصحفية هناء خيري داخل مركز الاقتراع حينما حاولت التقاط صورة له، إلا أن رئيس المركز تمسّك بعدم مسؤوليته إلا من غرف الاقتراع. ٭ رفض التصويت للعسكريين تمسك ناخبو الريف الشمالي منطقة كرري والفتح بعدم أحقية جنود الكلية الحربية ومجنديها بالتصويت في مراكزهم، وهددوا برفع طعن دستوري لجهة أن العسكريين لا ينتمون للمنطقة ولا يعرفون عنها شيئاً مما يعني، بحسب وكيل المرشح المستقل أبو اليسر، عدم أحقيتهم في اختيار من ينوب عن أهالي المنطقة في البرلمان، واتهموا المؤتمر الوطني بالاستعانة بعساكر الكلية الحربية لترجيح كفة مرشحه محمد الحسن الأمين فجاءوا بهم محمولين على سيارات عسكرية تابعة للدولة وأبلغوا المراقبين بما أسموه تجاوز أحد الضباط للقانون وأعطائه لعدد من العسكريين والمواطنين تعليمات بالتصويت لرمز الشجرة.