عندما تطأ قدماك سوق أم درمان ولأول مرة ينتابك إحساس أن الناس (مشغولة) هذه الأيام بحدث مهم شبيه بيوم الأعياد، السوق (شبه فاتح) والقوة الشرائية تكاد تكون منعدمة، بعض التجار يمارسون مهنتهم ويترقبون القادمين الى السوق. تجولنا داخل السوق والتقينا بتاجر أناتيك غرب مسجد أم درمان حيث أبدى استغرابه واستياءه من خلو السوق من المواطنين والباعة المتجولين، وقال إن الحكومة لم تعلن عن إجازة رسمية عبر الأجهزة الحكومية والصحف السيارة. وأضافت إحدى البائعات أنها خرجت من منزلها صبيحة أمس الأول دون أي تخوف وتلقت محاضرتها ثم استقلت المواصلات لسوق أم درمان وها أنذا أعود أدراجي للبيت بصورة عادية. وداخل الكافتريا أكد (الكاشير) أن بعض المواطنين سافروا الى الأقاليم خوفاً من حدوث أي أعمال تخريبية وأن الولايات يعتبرونها أكثر أمناً، وقال إن الأعمال التخريبية التي حدثت أثناء اقتحام خليل إبراهيم لمدينة أم درمان وأحداث يوم الاثنين الأسود مازال الخوف منها يعلق بالأذهان. وأضاف صاحب محل (بلي استيشن) أن القوة الشرائية منخفضة جداً لا تفي بالمطلوب. وفي جولة بالسوق العربي أكد بائع الخضار والفواكهة أن الوارد من الخضروات قل بصورة واضحة للعيان نسبة لسفر أغلب الموردين الى الولايات المختلفة وأغلبهم من ولاية الجزيرة والنيل الأبيض وقد شكل سفرهم وابتعادهم من العاصمة (ندرة) في الوارد من الخضر والفواكه في الأسواق الفرعية والرئيسية. وارتفعت صفيحة الطماطم الى (15) جنيهاً بعد أن كانت تباع ب(6) جنيهات ودستة البرتقال من (7) جنيهات الى (10) جنيهات. وقالت حليمة، بائعة الشاي، إن أغلب المواطنين سافروا الى مناطقهم وأن أغلب سكان الخرطوم من الولايات، وأضافت لقد قلَّ دخلي اليومي بعد الانتخابات، وطالبت بمد فترة التصويت الى الساعة التاسعة مساءً بدلاً عن السادسة مساءً أو مد أيام التصويت الى أسبوع حتى تتمكن من التصويت. أمَّا في سوق بحري التقت (الأهرام اليوم) بصاحب فرن الإخلاص الذي أكد أنهم يعملون ليلاً ونهاراً حتى لا تحدث ندرة في الخبز في أيام العملية الانتخابية، وقال: أغلب العمال سافروا الى قراهم للتصويت لأنهم قاموا بتسجيل أسمائهم هناك. وقال صاحب جزارة الأمان بالفتيحاب: نعاني من وفرة في اللحوم وسعر الكيلو العجالي (10) جنيهات والضأن (16) جنيها والفراخ سعر الكيلو (14) جنيها، وعزا الأسباب لسفر الموردين للولايات للأدلاء بأصواتهم في العملية الانتخابية.