صحوت اليوم على صدى (كابوس) مرعب، وقد كانت (المارشات) العسكرية تعزف بعض ألحانها الجنائزية وصدى البيان الأول ونداء حظر التجول يترددان في الأثير، قررت على الفور أن أدلي بصوتي وحقي الديمقراطي حتى أزيل آثار ذلك (الكابوس) الشمولي، فالبلد في حالة تحول ديمقراطي ويمكنني انتخاب أي شخص أشعر بأنه يماثل تطلعاتي ويحقق أحلامي الصغيرة، فأنا مثل سلفاكير، لم أقترع من قبل، ولكنني تذكرت أن اسمي مدون في كشوفات دائرة المعيلق أشهر دائرة في ولاية الجزيرة بعد أزمة الترشح والتوتر والاستقطابات الحادة التي شهدتها، كان (البص) ينهب الطريق نهباً إلى ولاية الجزيرة وتنبعث (الفينا مشهودة)، تأملت ذلك المقطع جلياً وأدركت أن (الفينا مشهودة بالفعل) فبيننا اليوم (كارتر) وغريشون وعدد ضخم من المراقبين والصحفيين الأجانب! في دائرة المعيلق بلغ الاستقطاب مرحلة العنف والتوتر وتهديد معلمات المدارس بالفصل وتعطيل الترقية في حالة عدم تصويتهن لمرشح المؤتمر الوطني حسب الرسول الشامي، وفي مركز السريحة تعرض مرشح المؤتمر الوطني إلى أزمة صحية بعد اشتباكه مع ضابط المركز حسن بخيت وهتف الناخبون حوله باسم المرشح المستقل محمد أبو زيد مما أصابه بالتوتر فسقط مغشياً عليه ودون بلاغ في محضر الشرطة وضع بسببه ضابط المركز حسن بخيت في السجن حتى ساعة متأخرة من الليل مما جعل المركز عرضة للتلاعب. وكشف المرشح المستقل للمجلس الوطني بالدائرة الوزير أبو زيد عن تهديد ضابط مركز قرية (الواحة) عثمان أحمد عثمان بالطرد من قبل حسب الرسول لأنه مارس عمله المهني دون مجاملة وطرد (سماسرة) الوطني من المركز. وقال أبو زيد إن حسب الرسول وعد مناصريه الذين معظمهم من النساء بطرد ضابط المركز إلا أن المشرف العام على الدائرة عبد العزيز الكرار رفض الإذعان لمطلبه وتم إبعاد وكلاء الأحزاب من المبيت مع الصناديق مما أثار مخاوف المرشحين. وأضاف أبو زيد أن جماعته ضبطوا أكثر من حالة تزوير في الهوية في مركز السريحة ومراكز أخرى وفتحوا بلاغات جنائية بذلك، وبالرغم من أن هذه الدائرة تراكم حولها الزخم بعد زيارة الدكتور الترابي وتعاقب عليها مسؤولو الوطني حاج ماجد سوار والحاج عطا المنان ومهدي إبراهيم لإزالة آثار العصيان التي خلفها الترابي في ندوته تلك. وقال المواطنون إن المؤتمر الوطني فشل في تحقيق مطالب الناخبين المتمثلة في تنفيذ طريق المسيد المعيلق أبو عشر، أهم طرق التنمية في الولاية، وإعادة المحلية لمدينة المعيلق ودعم المشروعات الكبيرة كالتعليم والصحة ومياه الشرب، وفي نفس الدائرة قام مرشح المؤتمر الوطني حسب الرسول الشامي باستفزاز المواطنين عندما قال أمام حشد شبابي بقرية (الواحة) «أنا لو نزلت ليكم عصاتي دي حا تفوز» مما أثار حالة غضب عارمة، وكشفت مصادر «الأهرام اليوم» أن الأستاذ مهدي إبراهيم قال لمعتمد الكاملين عبد المنعم الترابي «إذا خسرتم هذه الدائرة فسوف تخسرون مواقعكم التنظيمية والوظيفية» مما جعل المعتمد يتحسس مقعده ويسخر كل الإمكانيات لدعم مرشحه. وأضافت المصادر أن رئيس اللجنة الشعبية بقرية (الواحة) أخفى كشوفات الناخبين الذين قرروا دعم الدكتور ياسر الجميعابي وتعمَّد إبعاد بعض مناصري ياسر إلى مركز (الشوتلاب) ورفض استخراج شهادات لهم بحجة أنهم لم يتم تسجيلهم للتصويت. وتشكك ياسر في أن نائب رئيس المؤتمر الوطني بالقطاع علي أحمد الفكي يبيت النية للتلاعب بتلك الكشوفات. من جهته انتقد مرشح الاتحادى الأصل لدائرة الهلالية ود راوة القومية ( 9 ) الأستاذ عبد الرحمن محمد علي أبو حليمة طرد الشرطة لوكلاء المرشحين ومنعهم من المبيت داخل مركز البشاقرة شرق ليل أمس الأول ورفض ضابط المركز أن يحرر له أورنيك (7) ليقدم فيه شكواه لمفوضية الانتخابات، وتعجب أبو حليمة من إجابة ضابط المركز عندما سأله عن طرد الوكلاء بحجة أنه سمح لهم بالمبيت من قبل مؤكداً تعرضه للإهانة وعدم اللياقة في التعامل معه على الرغم من إخباره لهم أنه مرشح عن الدائرة!