أعلن المؤتمر الوطني في نهاية فترة الاقتراع أمس «الخميس» أنه لا يخشى وقوع أعمال عنف مع إعلان النتائج، وقال مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور د.غازى صلاح الدين في لقاء مع عد محدود من الصحفيين إن الشعب السوداني قدم نموذجاً حضارياً بمشاركته الواسعة في الانتخابات دون وقوع أحداث عنف، نافياً وقوع أي أعمال تزوير أثناء الانتخابات، مضيفاً أنها أخطاء فنية من الطبيعي أن تقع في ظل تعقيدات العملية الانتخابية نفسها، مطالباً المعارضة التي وصفها بأنها عزلت نفسها بعدم المشاركة في الانتخابات بالكف عن هذا الحديث، أو بإثبات ذلك بالأدلة، مؤكداً أن المراقبين الدوليين لم يتحدثوا عن أي حالات تزوير. مشيراً إلى أن الأحداث أثبتت أن قرار قيام الانتخابات في موعدها كان صحيحاً. وجدد صلاح الدين عزم المؤتمر الوطني تشكيل حكومة قومية ذات قاعدة عريضة، تشمل حتى الأحزاب التي قاطعت الانتخابات حال موافقتها، وذلك بهدف مواجهة التحديات التي أكد أن أهمها يتمثل في حق تقرير المصير لجنوب السودان مطلع عام 2011، وقال: «لا بد أن نكون في حالة تفاهم مع القوى السياسية الأخرى لمواجهة مثل هذه التحديات، رغم أن حزبنا أثبت أنه الأكثر تنظيماً وإقناعاً، وأنه يمكن أن يحكم بمفرده، لكن مبادئنا هي التي تحكمنا في هذا الأمر». ورداً على سؤال «الأهرام اليوم» حول تأثير الانتخابات على المسار التفاوضي في الدوحة؛ قال إن الانتخابات ستفرز أوضاعاً جديدة ستؤثر على الطريقة الحالية لحل مشكلة دارفور، إذ أن الحركات المسلحة بدارفور التي يجري التفاوض معها لن تكون الممثل الوحيد لأهل دارفور. وقال إنه سيوصي الحكومة المقبلة باعتباره مسؤولاً عن ملف دارفور بأن ينبغي أن تظل مفاوضات الدوحة في حجمها الطبيعي، على أن يكون لها أجل محدد، مؤكداً أن الانتخابات ستؤثر إيجابياً في دارفور، مضيفاً أن نسبة المشاركة العالية التي حظيت بها الانتخابات في الإقليم ستضيف معطيات جديدة في دارفور؛ لأن من انتخبوا هم من يعبرون عن أهل دارفور، ولا بد أن يكون لهم دور في قضاياهم. وحول قرار مشاركة المؤتمر الشعبي منذ بداية الانتخابات قال ل«الأهرام اليوم» إن قرارالشعبى بدخول الانتخابات كان قراراً صحيحاً، مؤكداً أن هذا لا يعني وجود أي اتفاق بين المؤتمرين الشعبي والوطني في هذا الأمر، ووصف مقاطعة حزب الأمة للانتخابات بأنها جعلته في عزلة، وقال إن المؤتمر الوطني لم يتوان حتى آخر لحظة عن حث حزب الأمة على المشاركة والاستجابة لشروطه حتى إن زعيم الحزب الصادق المهدي اعترف بذلك صراحة وأعلن أنه استجيب ل(80%) من شروطه. وحول موقف واشنطن من الانتخابات نفى صلاح الدين أن تكون هناك صفقة بين حزبه وواشنطن، واستغرب الأقوال الصادرة في هذا الشأن، وقال «إن الانتخابات استحقاق سوداني أقره الدستور منذ 2005، ولم تأت فجأة» وحول ما إذا كان موقف واشنطن المؤيد للانتخابات هو تمهيد لانفصال الجنوب؛ قال صلاح الدين إنه لم يلمس من السياسيين الأمريكيين ميلاً نحو تأييد انفصال الجنوب؛ لأنه سيؤثر على أفريقيا عموماً، وقال إن حزبه سيعتمد على تحريك الإرادة الشعبية في الفترة المقبلة باتجاه الوحدة، وأضاف «لسنا محايدين في قضية الوحدة، التي يجب أن تكون طوعية». وقال صلاح الدين إن إعادة انتخاب البشير ستكون سنداً شعبياً في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقاله، وعلى من يؤيدون تلك المحكمة السياسية أن ينظروا إلى هذا التأييد الجماهيري للبشير.